مبادرة رائعة تلك التي سميت ” عسير كذا أجمل” لتنطلق صباح الأحد الماضي باشراف مباشر من سمو أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال وبمشاركة ٣٦ جهة حكومية وخاصة لتحقيق ٣٦ هدفا خلال ٣٦ ساعة في ٣٦ مدينة في منطقة عسير على أيدي خمسة آلاف وسبعمائة طالب جرى تدريبهم لهذا الغرض ..
” عسير كذا أجمل” شعار براق ويستحق التمعن فيه وشكر من اختاره لأنه ترجم الكثير مما يعتمل في النفوس المحبة لهذه المنطقة من تضحية ورغبة في إثبات عشق أهلها لمنطقتهم في عبارة وجيزة لطيفة. عبارة اختصرت ألف معنى مشرق في عمل تطوعي من الألف إلى الياء أساسه استشعار الواجب الملقى على عاتق المواطن والمسؤول تجاه منطقته مكانا وإنسانا. وهذا ما منح هذا الجهد المبارك زخما شعوريا رائعا نأمل أن يستمر وأن يتطور ليتحول إلى عادة سنوية بحول الله..وهذا ليس بمستغرب على أبناء هذه المنطقة ومسؤوليها وأيضا ليس بصعب في منطقة اعتادت ان تحول العسير إلى حلم يتحقق بمجرد التفكير فيه..
لقد كان رائعا وباعثا على الفخر أن نرى – وقد عايشت هذا الحدث عن قرب – المسؤولين بمختلف مراتبهم والشباب المنفذ لهذا المشروع يدا مخلصة تعمل بروح الفريق الفريق لتحقيق ذات الهدف بعمل مشترك ومستمر أثبت أن الجماعية أسلوب المبدعين وأن العمل يكون أرقى عندما يتحول إلى جهد متناسق ومستمر ليعلي من قيمة مبدأ أن الأشياء الجميلة لا ينبغي لها أن تؤطر بزمن أو بصلاحيات ، بل أن تكون إسلوب حياة..
إن المبادرات من هذا النوع نهج جديد حبذا لو يستمر وأن لا يكون لمرة واحدة، وأعتقد أن تحويلها لمشروع تطوعي مستدام أمر مطلوب وممكن.وليت الفرصة تعطى مستقبلا لجميع المواطنين أيضا للمشاركة بدعوة من اللجنة الإشرافية لتشمل الجهود كل شارع وكل قرية وكل حديقة في عسير وصولا إلى أن تكون منطقتنا الحبيبة رائدة وقائدة في هذا المجال وأنا متأكد أن المواطنين في عسير كافة راغبون في المشاركة الفعلية في جعل منطقتهم مكانا أجمل وأحلى عاما بعد عام..
ولنا جميعا أن نتخيل الفائدة العظيمة التي سنحصل عليها ومدى ديمومتها أيضا لو أخذت المدارس مبادرة أخرى جزئية تصب في هذا المنحى نفسه ، وقامت بتخصيص ندوات تثقيفية وتدريبية حتى لو كانت مجرد حصتين أو ثلاث في بداية العام الدراسي لغرس مفهوم العمل التطوعي من هذا النوعية في نفوس الطلاب من الأجيال الجديدة على أن يتكفل الإعلام في المنطقة بتسليط الضوء والكتابة عن هذه الجهود المباركة أكثر ..وبهذا نضمن أن تبقى شعلة هذه المبادرة الرائعة مضيئة بشكل دائم خدمة لهذا الجزء الغالي من الوطن..
كذلك علينا شكر هذه الهبة الرائعة من مؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في المبادرة وهذا وحده شيء يجعلنا فرحين بهذه المبادرة التي أتاحت لجميع القطاعات التعبير الفعلي عن وفائها لوطنها وقدرتها على الإنسجام والتوحد مع القطاع الحكومي عندما يتطلب الأمر ذاك..وهذا منجز إداري وتنفيذي يحسب لها بكل تأكيد..
لقد أثبت الجميع في عسير أنهم يد واحدة تعمل من أجل هدف سام واحد ..
شكرا لكل من خطط وشارك ونفذ هذه المبادرة التي كنا بأمس الحاجة لها لجعل منطقتنا مبادرة ورائدة في ترسيخ العمل التطوعي وفي تأصيل وتشجيع قيمة الجمالية في الذهنية الإجتماعية وترسيخ واجب الوفاء للمكان الذي نعيش فيه أيضا..
شكرا للجميع وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال ومرورا بكل إداري أو مدرب أو محفز أو إعلامي أو طالب شارك في هذه المبادرة التي ستبقى في الذاكرة عملا يذكر فيفتخر به..
وإنجازا مسجلا بإسم أمارة وإنسان عسير الذي لطالما أثبت حبه وشغفه بمنطقته الجميلة ..والتي ستكون أجمل دائما وابدا بحول الله..>