نساء يسرقن !

 

تستقبح السرقة عموماً ، وفي حق النساء خصوصاً ، فالمتعين أنها بالرجال أغلب ، فهم أجرأ عليها،وبالنساء أقبح ، لذا قدم تعالى: السارق على السارقة، قال الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم}.
ولا أظن أن المكتبة الحديثية والتاريخية حفظت لنا أن امرأة سرقت ، غير المرأة المخزومية إذ أنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنها…، ولم تكن سرقتها … السرقة المعروفة بل أنها كانت تستعير المتاع وتجحد استعارته ، وفي رأيي أنها سرقت مرتين ، مرة سرقة مشاعر المستعارين بالتودد … ومرة بالجحود والنكران.
وأشد حالات سرقة النساء أن تكون أمام نظر أولادهن ، إذ أنهم يرون الأم العالم المثالي ، ولاشيء غيرها ، وإذا سرقت تهشمت الصورة وتمزقت النفسية ، وازدوجت الرؤية… وأصبحت المثالية صرحاً من خيال فهوى …..وسيجني الفرد شيئاً من تداعيات ما نشأ عليه..
وإذا النسـاءُ نشـأن في أميَّـةٍ
‏رضعَ الرجالُ جهالةً و خُمولا
وليتنا ندرس نفسية النساء السارقات ، وما الدوافع وراء سرقاتهن !؟، إذ يقال إن اضطربات التغذية لها دور في الأنشطة الإجرامية عند النساء ، فقد أكدت دراسة سويدية أن النساء المصابات بفقدان الشهية العصبي أو الشره تزيد احتمالات إدانتهن بالسرقة.
وقامت شويانغ ياو، وهي باحثة في معهد كارولينسكا في أستوكهولم، بتحليل بيانات أكثر من 900 ألف سويدية ولدن بين عامي 1979 و1998. وباستخدام سجلات متعلقة بالصحة وبالجريمة حددوا النساء المصابات باضطرابات تغذية بدءا من سن الخامسة عشرة ونساء تمت إدانتهن بأي جريمة حتى سن الخامسة والثلاثين.
18 بالمئة منهن تمت أدانتهن بالسرقة و13بالمئة بجرائم أخرى..
وأجزم أن السبب في سرقة النساء ، يعود إلى تدرعهن بلباس الحياء المزعوم … مما يبعد الشك عنهن، وهو ما يعرف بالقوة الناعمة….
وقد رخص الشرع للزوجة أن تأخذ بالمعروف من مال الزوج، يستدلون بحديث عائشة رضي الله عنها “إن هنداً ابنة عتبة قالت: يا رسول الله. إن أبا سفيان رجل شحيح. وليس يعطيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم قال: “خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ” وسرق النساء للأشياء إذا كان يستقبح ، في جانب ، فهو يستملح في جانب آخر
يـا  أم عَـمْروٍ جزاك الله مغفِرةً         رُدي  عـليَّ فُؤادي كالذي كانا
وأجمل ما في سرقة النساء أن يعرف المسروق بحيثيات السرقة وأركانها ، بل ربما يمهد للواقعة :
سرقني ما دريت انّه سرقني
سلبني وأحسب إني فاطنٍ له
انا يوم أرسل عيونه لقلبي
عطيته مهجتي و المعطي الله
د.علي السرحاني- مكة المعظمة

‏google.net2@hotmail.com>

شاهد أيضاً

رؤية 2030 ومحمد بن سلمان انموذجاً للطموح

بقلم/ حسن سلطان المازني وسائل التواصل الإجتماعي هي نعمة للعقلاء الذين يستخدمونها بعقلانية بما ينفعهم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com