(نبض عسير 474 بن حامد وحصاد الاعوام)

بقلم : بندر بن عبدالله بن أحمد ال مفرح

.يوم الاربعاء 12 / 1 / 1441 ‘ غادرالشيخ ‘ عبدالله بن عايض بن احمد بن حامد ‘ شيخ شمل قبائل علكم المستشفى ‘ عائدا إلى منزله ‘ بعد نجاح الفحوصات الطبية ‘ التي أُجريت له ‘ على إثرالعارض الصحي الذي ألم به ‘ وسط فرحة عارمة ‘ عمت المجتمع العسيري بشكل عام ‘ وقبائل علكم بشكل خاص . . . 
الشيخ التقي النقي عبدالله بن حامد ‘ يمتازبشخصية جذابة وراقية ‘ هذه الشخصية بطبعها مُتدينة ‘ ومتواضعة ‘ من صفات الشيخ بن حامد ‘ والناس شهود الله في أرضه ‘ العدل ‘ والامانة ‘ والزهد ‘ قليل الكلام ‘ إذا تحدث أوجز ‘ وأقنع ‘ وأصاب وقطع ‘ حكيم ‘ وحليم ‘ ورحيم ‘ مكانه في صدر المجالس ‘ يحظى بثقة الدولة ‘ يجد من نظرائه مشائخ قبائل عسير ‘ وكافة قبائل المنطقة كل التقدير والاحترام ‘ فهو أحد أهم أعمدة المجتمع القبلي ‘ والاكبر سناً بين كافة المشائخ في المنطقة ‘ بن حامد بمثابة القلب من الجسد ‘ لكل من يعرفه أوسمع بسيرته ‘ وكرمه الحاتمي . . . . 
عينه الامير فيصل بن عبدالعزيز اميراً على الريث بتاريخ 6/ 11/ 1379 وقضى في المنصب أربعة أعوام وتزيد قليلاً . . . .
عمل بعد ذلك بمكتب سمو وزيرالداخلية الامير فهد بن عبدالعزيز’ وعند مرض والده الشيخ عايض بن أحمد بن حامد ‘ عاد لإسناده ومساعدتة ‘ وتعضيده في ادارة شؤون القبيلة . . . . عمل بن حامد في الجوازات والجنسية ‘ ثم شغل منصب كبير مفتشي ديوان إمارة منطقة عسير ‘ وقد استطاع إنهاء مئات القضايا على إمتداد مساحة منطقة عسيرالإدارية ‘ وكان لخبرته السابقه الاثر الكبير في نجاح مهمته في إمارة عسير التي إمتدت إلى تقاعدة عام 1409 للهجره . . .
بعد وفاة والده الشيخ عايض بن احمد ‘ قبل نهاية شهر ذي الحجة بأربعة أيام عام 1386 ‘ تم تعيين الشيخ عبدالله شيخاً لقبائل علكم عام 1387 للهجرة ‘ بالامرالوزاري رقم 723 في 13 ربيع الثاني . . . .
عام 1418 تعرض الشيخ عبدالله لمرض مفاجئ وقد عافاه الله ولطف بحاله فقرر بعد شفائه والاحتفاء بسلامته ‘ زيارة عدد من الشخصيات والوجهاء ‘ وقد خص والدي بزيارة في 20/ 6/ 1419 بمنزلنا بحي النصب بأبها قبل سفرالوالد إلى جدة والقاهرة للعلاج بيوم واحد ‘ حيث توفى الوالد بجدة ‘ في 13 من شهر شوال من ذات العام ‘ ودفن بمقبرة العدل بمكة المكرمة . . . . كتب والدي بخط يده في ورقة التقويم ملاحظة قبل سفره هذا نصها ::
إذا أقبلت من السفر ‘ نكرم بن حامد وغيره من اللي زاروني ‘ وإذا رحلت لرب كريم ‘ فأكرموهم ليكن معلوم . . . وكتب والدي بعض الاشخاص الآخرين بالاسم ‘ ولازالت القصاصة في ارشيف الحفظ لدي . . . . نفذت مشيئة الله ورحل الوالد لرب كريم ‘ وبعد مرور عام على وفاته وتحديداً ‘ في12شوال من عام 1420 ‘ صليت بجوار الشيخ عبدالله صلاة المغرب في المسجد الخاص به ‘ بعدإذن وتوجيه ‘ العم ‘ الشيخ محمد بن أحمد’ وبعد إنقضاء الصلاة ‘ سلمت عليه و قلت ياشيخ عبدالله ‘ الوالد رحمه الله اوصى باكرامك ‘ وأتيت لك إنفاذاً لوصيته ‘ وطمعاً في تلبية الدعوة وأسرتك الكريمة ‘ فوافقني بشرط الدخول لقصره العامر لتناول القهوه والعشاء ‘ فقلت الاولى تم ‘ والثانية أعتذر لارتباطي المسبق فوافق ‘ وكان حديثه ووصاياه وأنا في ضيافته ‘ خارطة طريق لي ‘ في وقت كان والدي وعزوتي وسيدي وتاج رأسي ‘ قد رحل عن الدنيا ‘ إلاأن ماسمعته من والدي الشيخ عبدالله قد إستقر في عقلي وطبع في قلبي ‘ وأيقنت بأن الدنيا لازالت بخير’ وفي ذات الاسبوع ‘ حلت اسرة ال حامد في قلوبنا قبل منازلنا ‘ وكان الاعمام والاجداد وكافة أفراد اسرتنا في إستقبال الشيخ عبدالله واسرته الكريمة ‘ فكانت ليلة إستثنائية لاتقدر بثمن ‘ وكان لوالدي الفضل في تحقيقها رحمه الله . . . . ولد ‘ الشيخ عبدالله بن حامد ‘ حسب ماذكره أبنه ‘ الصديق ‘ والمحامي ‘ ورجل الاعمال ‘ تركي بن عبدالله بن حامد ‘ عضو هيئة الامر بالمعروف بمنطقة عسير سابقا ‘ في عام 1338 ‘ بمعنى أن الشيخ عبدالله اطال الله في عمره يبلغ من العمر 103أعوام حفظ الله عليه صحته ‘ شقيق الشيخ عبدالله هو الشيخ ‘ احمد بن عايض ‘ وله اخوان غير أشقاء ‘ وهم المشائخ ‘ محمد ‘ وسعد ‘ وسليمان ‘ وناصر ‘ وماجد ‘ وعلي متوفي ‘ وللشيخ عبدالله من الاخوات سبع منهن من توفاها الله ‘ والاكثرعلى قيد الحياة . . . . المُحتفى به في هذا المقال ‘ تزوج من النساء أربع ‘ وأبنائه وبناته ثمانية عشر’ اكبرهم محافظ بلقرن الاستاذ عبدالرحمن ‘ ومنهم ناصر في النيابة العامه ‘ وابراهيم مفتشاً في الاماره ‘ والمهندس عبدالعزيز في الهيئة الملكية لتطويرالرياض ‘ وتركي محاميا ‘ وحاتم ضابطاً في وزارة الحرس الوطني’ اصلحهم الله وبارك فيهم ‘ وجعلهم قرة عين لوالدهم ‘ واسرتهم ‘ وقبيلتهم والمجتمع ‘ وجميع شباب المسلمين . . . الشيخ عبدالله قضى في منصب المشيخه 54 عاماً ‘ ولازال عطائه يتدفق ‘ وحب الناس له يتضاعف ‘ وتقدير ولاة الامر يتجدد ‘ حيث زاره الامير الشهم ‘ تركي بن طلال ‘ اميرمنطقة عسير ‘ في المستشفى قبل خروجه بوقت قصير . . . الشيخ عبدالله تم تكريمه على المستوى الرسمي ‘ والاجتماعي ‘ والقبلي ‘ عشرات المرات ‘ وفي المقابل كرم الشيخ ‘ رجال ونساء ‘ وشباب ‘ وفتيات قبيلته ‘ من اصحاب التميز’ واصحاب الهمم والمبادرات ‘ وكان في طليعة المكرمين أسر شهداء الواجب ‘ والمصابين ‘ والمتفوقين في التحصيل العلمي ‘ وفي الخامس من محرم 1440 اقامت قبيلة علكم الهول سراة وتهامة ‘ حفل تكريم للشيخ عبدالله بن حامد ‘ تحت عنوان ‘ وفاء علكم ‘ حضره جمع غفير من الوجهاء والاعيان ‘ ومن كافة شرائح المجتمع . . . . عندما أتحدث عن شخصية بحجم شخصية الوالد ‘ الشيخ ‘ عبدالله بن حامد ‘ فأنا أتحدث عن قامة وطنية ‘ وقبلية ‘ ذات حضور إجتماعي واسع ‘ كلامه درر’ وعبر’ وبصمتة من ذهب ‘ ولن تتقادم افعاله وأعماله مع مرور الزمن . . . . كان عام ولادة بن حامد ‘ هو عام دخول عسير في منظومة الدولة السعودية الثالثة ‘ والذي كان لوالده ‘ وجده ‘ دوراً بارزاً في سرعة التفاعل ‘ والدعم ‘ والتأييد ‘ لهذه الدولة العادلة ‘ وقد توالى عطاء هذه الاسره الكريمة ‘ عاماً بعد عام ‘ بفضل الله ‘ ثم بحنكة السابقون من كبارها ‘ وعزم وإصرار الشيخ عبدالله على إقتفاء أثر الاب والجد ‘ فكانت اسرةال حامد ‘ وقبيلة علكم ‘ في مأمن من الانزلاقات المختلفة ‘ يسودهما الانسجام ‘ والحب ‘ ويطوقمها الولاء ‘ والانتماء ‘ والاخلاص ‘ وبالتالي تتسابق الاسرة ‘ والقبيلة ‘ لخدمة ‘ الدين ‘ والوطن ‘ في شتى المجالات ‘ تحت نظر وسمع ‘ الشيخ عبدالله داعماً ‘ وموجها ‘ لايرضى بغير التميز’ والارتقاء ‘ بديلا ‘ بن حامد ‘ حاضراً مع قبيلته في افراحها وأتراحها ‘ للشورى متسع كبير في مسيرة ادارته للقبيلة ‘ فكان ولازال يعمل وافراد اسرته ‘ وكبار قبيلته ‘ بروح الفريق الواحد ‘ يدفع بن حامد ‘ بإيجابيات قبيلته ‘ ويتلافى أي سلبية بأسلوب راقي ‘ يحرص على توثيق البناء ‘ ويصل الارحام ‘ ويعطف على ذوي الحاجة ‘ متواضعاً ‘ لاتفوته تكبيرة الاحرام إلامن عذر شرعي ‘ حاضراً في المجالس الرسمية ‘ والقبلية ‘ سديد الرأي ‘ ذكر الله على لسانه ‘ لم احضر مجلساً فيه الشيخ ‘ عبدالله بن حامد إلا وهو يدعو لولاة الامر’ في الرخاء والشده ‘ الرجل بطبعه متفائلاً ‘ فكان يقول في وسائل الاعلام وفي أصعب وأحلك الظروف ‘ نحن بخير ‘ ودولتنا بألف خير’ وهذا منتهى العقل ‘ هذا مانعرفه عن الشيخ بن حامد ‘ عند السماع منه بشكل مباشر ‘ وما استطعت أن احصل عليه من معلومات من بعض النواب والادباء ‘ في قبيلة علكم ‘ الذين اجمعوا على محبتهم ‘ وتقديرهم ‘ واعجابهم بشخصيتة ‘ وبكرمه الحاتمي ‘ وبسمو أخلاقه . . . ختاماً أشكرهذا الرمز الوطني ‘ وابارك لقبيلة علكم ‘ وكافة قبائل عسير ‘ نجاح الفحوصات الطبية التي أجريت لهذا الشيخ الوقور ‘ كما أشكر كافة مشائخ الشمل ‘ ومشائخ القبائل ‘ والنواب بمنطقة عسير ‘ من شمالها إلى جنوبها ‘ ومن شرقها إلى غربها ‘ وفي مقدمتهم العم الشيخ ‘ علي بن سعد ال مفرح ‘ شيخ شمل قبائل بني مغيد وبني نمار ‘ والشيخ ‘ تركي بن عبدالوهاب المتحمي شيخ شمل قبائل ربيعة ورفيدة وبني ثوعة ‘ والشيخ ‘ أحمد بن علي بن معدي ‘ شيخ شمل قبائل بني مالك ‘ وأقول لهم جميعاً ‘ كفيتم ووفيتم ‘ أدام الله حسكم ‘ ووفائكم ‘ وعطائكم ‘ ورحم الله من سبقكم لاداء هذا الواجب الوطني الذي لايستطيع ادائه الا الرجال من أمثالكم ‘ فوجودكم سكن ‘ ومأمن ‘ وبكم بعد الله تسير قافلة الوطن نحو النمو والازدهار والمستقبل المشرق . . . حفظ الله القيادة من كل سوء ومكروه ‘ وادام نعمة الامن والامان ‘ ورحم الله شهداء الواجب ‘ وحفظ المرابطين على الحدود ‘ وأعادهم سالمين غانمين . . . 
(حفيد شيخي شمل قبائل بني مغيد ‘ وبني نمار ‘ الاول والثاني ‘ بمنطقة عسير)>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com