صحيفة عسير ـ محمد الأسمري :
نجح الأستاذ زايد بن عبد العزيز بن سلطان المحتضن ببرنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في إنتاج أحدث الكواشف والمحاليل المخبرية لأول مرة في المملكة بجودة وكفاءة عالية ومواصفات متميّزة لخدمة الأبحاث والقطاع الصحي السعودي في مبادرة نوعية للشباب السعودي الطموح. وقال المدير التنفيذي لمشروع الشركة العربية للابتكار (ACE للتقنية الحيوية) الأستاذ زايد بن سلطان، إن فكرة إنشاء هذا المشروع التقني المهم جاءت لحل معضلة الاعتماد على الكواشف الطبية والمخبرية المستوردة الباهظة الثمن، التي تأخذ وقتاً طويلاً يقدر بنحو 4 أشهر لتصل إلينا، وغالباً ما تفسد بسبب عمليات الشحن والتوصيل، مما تؤثر على جودتها وفعاليتها، خاصة الكواشف ذات العمر القصير، أو التي لها حساسية عالية للحرارة، مما يسبب الخسائر ويعطل النتائج والأبحاث بشكل عام ويحد من سلاسة العمل البحثي في الجامعات والمستشفيات بالمملكة.
وأضاف أن البدايات غالباً ما تكون صعبة، ولكن بالإرادة القوية، والثقة في النفس، والعمل الجاد، نجحنا مع فريق العمل في مواجهة تحديات البداية وتجاوز العقبات من أجل خدمة الوطن بتقديم منتجات وطنية مهمة تحمل شعار (صنع في السعودية)، ولذلك ظللنا نعمل لمدة عام كامل في تطوير المشروع وإجراء البحوث واختبارات الجودة والفاعلية للمنتجات حتى توصلنا بفضل لله وتوفيقه إلى هذه النتائج المذهلة بتوفير منتجات محلية هامة تساعد في النشاط البحثي وتدعم البيئة المناسبة لوجود المجتمع المعرفي في المملكة. وأوضح الأستاذ زايد، أن المشروع يقدم حالياً منتجات متميّزة تشمل الكواشف لقياس ردة فعل البلمرة في سلسة الحمض النووي (PCR) ولعزل الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA) وكذلك للإستنساخ (Cloning)، وللمحلول المنظم (Buffers) والفصل بطريقة التنابذ الكهربائي (Electrophoresis)، وتصنع جميع هذه الأطقم والمواد محلياً، وتم تصميمها خصيصاً للإستخدام في مجالات التقنية الحيوية والطب والبحوث الأساسية، مؤكداً أن جميع هذه المنتجات ذات جودة وكفاءة عالية، حيث أثبتت جدارتها وفاعليتها في السوق المحلي مقارنة بالمنتجات المستوردة لحرصنا الدائم على الاهتمام بالجودة والفاعلية لمنتجاتنا.
وأكد أهمية إنتاج الكواشف والمحاليل المخبرية محلياً لتوفير المزيد من الجهد والوقت والتكلفة على المشاريع البحثية والخدمات الصحية في المملكة كون المنتجات المحلية تصل في الوقت المطلوب ويتم تسليم الطلب خلال أسبوع واحد فقط بجودة وفاعلية وبأسعار منافسة، معرباً عن أمله بأن يتم تفعيل القرارات الحكومية الهادفة إلى دعم وتشجيع المنتجات المحلية لتحفيز صناعتنا الوطنية على النمو والازدهار، بما ينعكس إيجاباً على نهوض الصناعات الوطنية وزيادة الناتج المحلي.
وتطرق الأستاذ زايد، إلى الخطط المستقبلية لمشروع شركة (ACE للتقنية الحيوية) في التواصل أكثر مع الجامعات ومراكز الأبحاث والمستشفيات في القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير المزيد من المحاليل المخبرية من خلال العمل على إنتاج محلول جديد كل 6 أشهر لتلبية احتياجات السوق السعودي.
وأشاد الأستاذ زايد بن سلطان، بالدعم الكبير الذي حظي به مشروع ( ACE للتقنية الحيوية) من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في حاضنة بادر للتقنية الحيوية من خلال تزويده بأحدث المعدات الطبية والمخبرية الحديثة التي تتوافق مع متطلبات هيئة الغذاء والدواء لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والأداء، بالإضافة إلى المساعدة في توفير مختلف الخدمات التقنية والإدارية الخاصة بخطة العمل والمحاسبة والتسويق، حتى تحول هذا المشروع من مجرد فكرة إلى مختبر يعمل وله خط إنتاج لمجموعة من المنتجات التي تشهد طلباً متزايداً في السوق السعودي.
يذكر أن حاضنة بادر للتقنية الحيوية، هي إحدى حاضنات برنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتتخذ الحاضنة من مدينة الملك فهد الطبية بالرياض مقراً لها، وتهتم باحتضان المشروعات الإبداعية المبتكرة في عدة مجالات تشمل “الرعاية الصحية والصيدلية” و”القطاع البيئي” و”الصناعات الأخرى المتعلقة بالتقنية الحيوية”.
وتضطلع الحاضنة بدور مهم في دعم رعاية ومساعدة الباحثين والأطباء السعوديين في تأسيس وتطوير مشروعات استراتيجية متميّزة في مجال التقنية الحيوية بهدف دعم القطاع الصحي السعودي.
>