في ذكريات رجل يخطو في التسعينات من عمرة ذكرى يروي أحداثُها عن أصداء وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعه مؤسس هذا الكيان العظيم عند أبناء الشعب السعودي آن ذاك يقول الشيخ عبدالله بن جفشر بن الحنيش أطال الله عمره (عندما أنتشر خبر وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله وتلك الأيام كنت في مدينة أبها عمّت الأحزان كل بيت في أبها وأحيائها التاريخية القابل والقرى ومشيع والنصب ….. الخ ؛وبكى الرجال قبل النساء وأعد أهل البادية أنفسهم للعودة إلى أهاليهم وديارهم وكذلك أهل القرى أعدو أنفسهم لترك مدينة أبها والعودة لِقراهم وذلك حزناً على الملك الراحل و خوفاً وجزعاً من مفارقة الأمن والآمان الذي عاشوه في ظل حكمه العادل الرشيد وخشية تقلب الأحوال وعودة الخوف والفرقة وكنا من أؤلاءك الذين عدنا لمسقط راسي في جزعة ابن الحنيش ببلاد قبيلة وقشة إلا أن هذه العودة لم تطل حتى جاءت البشاير بتولي الملك سعود مقاليد الحكم وأستمرار نعم الأمن والامان والاستقرار الذي عشناه في ظل حكم آل سعود حتى الآن) هذا المقطع المقتطع من ذكريات والدي حفظه الله ورعاه وأطال في عمره عن الاحداث والمخاوف والارتياب الذي أصاب الناس بسبب وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله ومعرفتهم لنعمة الأمن والآمان التي عرفوها بعد خوف وحياة النمو الأقتصادي بعد فقر وبداية التعليم وأنتشارة بعد الجهل المطبق والوحدة والأمن بعد الفرقة والسلب والنهب والقتل لقد قارن الناس في تلك الفترة بين مرحلتين عاشوها بحلوها ومرها وحسنها وسيئها فحزنوا لفراق من كان سببا بعد الله في حياتهم الجديدة وجزعت قلوبهم لفراقة وخوفاً ووجلاً أن تكون وفاته سبباً في عودة الماضي القريب الكئيب … إلا أن الله يقدر الخير لهذا الوطن ولهذا الشعب في وجود أبناء الملك عبدالعزيز الذين حافظوا على أستمرار وأستقرار هذا الوطن وكان لكل واحد منهم أضافة في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية فضلاً عن أضافاته في تاريخ شعبه ووطنه فيتولى الملك سعود الذي لقبه الناس خيران ثم الملك الشهيد فيصل ثم الملك الصالح خالد ثم الملك فهد فـ ملك الإنسانية عبدالله فـ ملك الحزم سلمان رحم الله الميت منهم وأطال بقاء الحي منهم … لقد كان أعلان قيام وتوحد هذا الكيان العظيم عملياً على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى وذلك في ١٣١٩/١٠/٥هجري ١٩٠٢/١/١٥ بماعرف بفتح الرياض بفضل الله ثم بجهود وعزم الملك عبدالعزيز والقبائل والأسر الكريمة التي ألتفت من حوله وساندته بكل صدق وإخلاص وأمانة وتم أعلان توحيد الحجاز ونجد والجنوب والشمال والشرق تحت أسم واحد هو المملكة العربية السعودية عام ١٣٥١هجري الموافق ٢٣سبتمبر هذا الأسم الذي لم يفرضه الملك عبدالعزيز على شعبه بل طالبه أبناء شعبه المحب له بأن تكون هذه الدولة الحديثة التي هي أمتداد للدولتين السعوديتين الأولى والثانية بهذا المسمى والوثائق والبرقيات والصحف في تلك الفترة شواهد على هذا الإجماع الوطني العظيم وعليه صدر الامر رقم (٢٧١٦) الذي جاء فيه (بعد الاعتماد على الله، وبناء على ما رفُع من برقيات من كافة رعايانا في مملكه الحجاز ونجد وملحقاتها، ونزولاً على رغبة الرأي العام في بلادنا، وحباً في توحيد أجزاء المملكة ….الخ) وبذلك فإن أعلان التوحيد العملي بدأ منذ فتح الرياض و مابين ١٣١٩ إلى ١٣٥١ هجري كانت فترة مريرة مليئه بالصراعات والمعارك التي هدفها توحيد الأرض والأنسان وأقتلاع جذور الفتن والفرقة يقول الشاعر في ذلك (مِنِّي عليكم ياهل العوجا سلام واختص ابو تركي عَمَا عين الحريب اضرب على الكايد ولا تَسمع كلام العز بالقَلْطَات والرَّاي الضِّلِيْب لو ان طِعِت الشوَّرَ يالحِرِ القَطَام ما كان حِشْت الدار وَاشْقَيْت الحَرِيب )لقد كانت تجربة الملك عبدالعزيز رحمه الله الوحدوية تجربة رائدة في تاريخ العرب والمسلمين وريادتها كان في ثباتها وأستمرارها وأزدهارها وذلك فضل الله ثم جهوده وجهود أبناءه من بعده واليوم هو اليوم في ظل حكم ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده محمد العزم نخطو خطوات واثقه بقيادتهم الرشيدة نحو الدولة السعودية الرابعه تحف الوطن الكثير من المخاطر ويتربص بهم الأعداء ولكن سلاح قيادتنا وسلاح شعب السعودية هو توفيق الله ونصرة و التمسك بالشريعة الإسلامية هي مصدر قوة تخيف الأعداء وترهبهم نحن كمواطنين سعوديين يعني لنا اليوم الوطني الكثير فهو ليس ماضي يتغنى به فقط بل هو ماضي مجيد وحاضر زاهر ومستقبل واعد رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين نسأل الله العلي العظيم العز والتمكين لقيادتنا وأن ينصرهم بالإسلام وينصر الإسلام بهم ولشعبنا التوفيق والرشد والسداد ولوطننا العلو والرقي وكل عام ووطني وقادته وشعبه في عز ونصر وأعداءه في خذلان وإنكسار وإنها لذكرى جميلة نجدد بها فخرنا بهذا الكيان العظيم ونرفع أصواتنا مجددين الولاء لقادتنا وصدق الأنتماء لوطننا والله خير حافظ وناصر. بقلم سعيد بن عبدالله آل جفشر الحنيش.>
بيض الله وجهك
وحفظ الله وطننا وقيادته الرشيدة
وحماها من كل مكروه ومكيده