بقلم الدكتور/محمد بن عبدالله الحارثي
(عِزَّةُ وَطَــــــن)
قال الشَّاعر:
ولي وطنٌ آليتَ ألَّا أبيعهُ
وألَّا أرى غيري لهُ الدَّهر مالِكَــا
يُعدُّ اليوم الوطني لأي بلدٍ بمثابةِ الفرحة الكبرى لتوحيده واستقراره، وعندما نتكلم عن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية فإننا نقف قبل أن نشرعَ في الكتابة؛ لأننا نتحدَّثُ عن وطنٍ أعزَّه الله وحفِظ أمنه، وطن عزيز على كلّ قلبٍ استوطنه، وطن لهُ المكان الأسمى في أفئدةِ العالم الإسلاميّ والعربيّ!
هُنا مهبطُ الوحي، هُنا بلاد الحرمينِ وقبلة المسلمين.
حيث تحتفلُ المملكة بذكرى يومها الوطني “التاسع والثمانين” لهذه البلاد الغالية التي توحّدت على يد المغفور له الملك “عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود” فهو من سطَّر أروع صفحاتِ المجد بعزمهِ، وحزمهِ، وتضحياته، وإصرارهِ حتَّى استطاع لمّ شمل هذا الوطن الذي كانت تتلاعب به النزاعات، وتتقاذفه المطامع.
فتمكَّن بتوفيقِ الله من توحيد البلاد وكسبِ ثقةِ العباد.
وحينما أرسى قواعد الوطن رسمَ ملامح الحكم الذي استمدّه من كتاب اللهِ، وسُنَّةِ رسولهِ عليه الصلاة والسلام، وهو الأمر الذي أخذ بهِ أبناؤهُ حُكَّام هذهِ البلاد الطَّاهرةِ من بعده فتحوَّلت هذه البلاد -ولله الحمد- إلى بلادٍ يملؤها التطوير والتجديد في جميعِ أنحائها ثم نهضت وازدادَت نهضتها يومًا بعد يوم.
إذن يحق لها تذكر عهدها المجيد، وتاريخها العريق في عهد ملكِ الحزمِ والعزم -يحفظهُ الله- الذي يتطلّعُ إلى مستقبلٍ بهيجٍ، وغدٍ مُشرقٍ بطموحاتٍ عميمةٍ،وآمالٍ عظيمةٍ، تحت نظرةِ رجلِ التَّغييرِ وولي العهدِ الجديرِ “مُحمّدٍ بن سلمان” فهلْ ستنجبُ البلادُ مثله؟
وهاهي مقولته الشهيرة سطّرها التاريخ …فقال: “همّة السعوديون مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهدَّ هذا الجبل وتساوى بالأرض”.
وهيهات أن يتساوى بالأرض، فهناكَ شعبٌ يده بيدِ قيادته يُدركُ تمامًا أن الولاء وكل الولاء بعد ولاء الدينِ لهذا الوطن الغالي والانتماء إليه.
فنعم هي هِمَّة ..هِمَّةٌ حتّى القمّة!
لَكِ الأَمنُ يَا أمَّ البلادِ وخَيرهَــــا
وَعِزٌّ كأمثالِ الجبالِ الرَّواسِيَـــــا
أَرى هممًا فاقتْ طُوَيقًا وبَأســـهُ
وَعَزمًا بِنَا للمَجدِ هَروَلَ مَاضِيَــا
رِدَاؤُكِ مِن صُلبِ العظامِ نَحيكُهُ
فقُولي بفخرٍ أنَّ ذَاكَ رِدَائِيَـــــــا
(د. محمد الحارثي)>