بقلم : أ. حصة محمد :
عندما حل اليوم الوطني السعودي ورأيت نشوة الفخر والإعتزاز وكمية الحُب الصادقة في قلوب السعوديون جعلني هذا أفتش عن حقيقة شعور الوطنية لدى المواطن بغض النظر عن الوطن السعودي لدى السعوديون ، ما سبب هذا الشعور العظيم الذي يكنّه المرء اتجاه وطنه حتى انه قد يُضحي بروحه فداء له؟ لماذا قد يفرط بالكثير مقابل ان يمتلك أرض وطنه؟
هذه التساؤلات وان قد بدت للكثير اجوبة بديهية لا تستدعي التوقف والتساؤل ، إلا انها قادتني لومضة جميلة تستحق ان نستشعرها دائماً ونتعايش معها بكل حُب ، هذا من جانب ومن جانب آخر كدعوة لأنفسنا لتدبر الأمور بالنظر إليها بكل زواياها وابعادها المختلفة بطريقة تعيد تشكيل الفكرة لدينا حول الموضوع.
وعودةً لمحور حديثنا وجدتُ ان هذا الشعور الإيجابي لدى المواطن قائم على الحُب والذي بدوره ولّد لدى المواطن سلسلة المشاعر الإيجابية تلك.
حسناً لماذا المرء قد يحب؟ يحب وطنه ، أسرته ، أصدقاؤه او حتى منزله ، والجواب ان تفسير حالة الحب هذه قائمة بدرجة اولى على “الشعور بالإنتماء” ان ينسِب المرء نفسه إلى شئٍ ما ، إلى وطن او عائلة او غيره ، وهذا الإنتساب يكون نتيجة اعتقاد فكري أيدلوجي يَدخُل المرء على اثره علاقة شخصية حميمية إيجابية تخلق بالتالي الشعور الإيجابي من حب واعتزاز وولاء.
ومما لا شك فيه ان حاجة المرء للشعور بالإنتماء هي بقدر حاجته للتوازن النفسي والمعنوي، إذ يشبع لديه الأمن والإستقرار النفسي فيعد كمصدر قوة أساسي ، ان ينتمي المرء شعورياً إلى وطنه أي ان يُقر بالمبادئ الوطنية وحقوقه وواجباته كمواطن وهذا يخلق بالتالي انتماء فكري وبالتالي هو ركيزة النهوض والتقدم بالوطن.
وبما اننا نتحدث عن درجة متقدمة من الحُب والإنتماء الوطني تحتَم علينا ان نعزز هذا الشعور بكل مانستطيع من ممارسات وطرق تساهم في خدمة وطننا حفظه الله وادآم علينا نعمة الأمن والإيمان في ظل هذه القيادة الرشيدة.
>