من خلال مسيرتي في العقد السادس لاحظت انني بحاجة للتغيير من الروتين المعتاد والمتكرر وربما يشعر غيري من القراء بهذا الشي فالنفس البشريه تمل من التكرار مهما كان ايجابيآ بأستثناء العبادات لأنها تجدد النشاط والحيويه وتوثق العلاقه بالرجاء والملجأ والمصير للخالق وربما هناك روابط قد لا نعلمها تؤكد ذلك وتزيدنا شوقآ كلما ازددنا في العباده فأنا استشعر ذلك..
لكني رأيت أن الأستمرار في شؤن الحياة بنمطيه تكاد تكون نسخ يوميه متكرره وعلى مدى عقود من العمر فشعرت أن هذا يدعو للملل.
ولذلك نجد أحدهم يقول مليت من هذا اريد الخروج من هذا الروتين وهذه الدائره التي دخت من الدوران حولها…
احدى شقيقاتي رعاها الله قررت كسر الروتين العائلي المعتاد لها بأحدى مدننا الكبرى وقررت زيارة الوالده حفظها الله ورعاها في شقتها بمدينة أبها لعدة أسابيع.
نحن المجاورين للوالده أعتدنا زيارتها بشكل يومي كواجب للغاليه وأستمتاع نستجلب منه القوه.
لكني أحسست أن وجود الشقيقة الغاليه ولايهون بقية الأشقاء والشقيقات أضاف لأمي بصفة خاصه احساس جميل بقرب بنتها التي غابت عنها في بيت الزوجيه لعقود من الزمن وأن كانت تزور من حين لآخر..
كما أضافة لنا نحن عموم الأخوة والأخوات المتواجدين جو ممتع وأحساس جميل ورائع فجلساتنا لا تخلو من الدعابة والمزاح وتذكر الماضي الجميل والسمر بخلاف حديثنا الآخر المتكرر قبل زيارتها.
بالمقابل رأيت الصفاء يتجدد لدى ضيفتنا الزائرة فأصبحنا نجد الأرتياح بالجمعة سويآ لنبدأ من حيث انتهينا في الجلسات السابقة فنستعيد ذكريات الطفولة في قريتنا التي كنا نراها كبيره واصبحنا نراها صغيره وموحشة للأسف.
نتناول في حديثنا ذكريات الآباء والأجداد والجيران وحتى مواشينا وبيتنا ومزارعنا لم نغفلها في حديثنا وكيفية ومدى تعاملنا معها ومع معطياتها..!!!!
أحيانآ ننبسط وأحيانآ نتحسر على تلك الأيام الجميله وبساطتها وفينا من ينعت التعب فيها ولكنها في المجمل كانت جميله ورائعه وتبعث لنا الحب والوئام والأخاء مقرونه بعفوية الطفولة البريئه على غرار مما نعيشة اليوم من زخم في التغيير الحداثي المفجع والتقنيه المرعبه..
كل الأحاديث والذكريات المحفوره التي نتناولها ونسترجعها وقد أصبح غالبنا اجداد فنسعد تاره ونحزن أكثر بما جبلت عليه طبيعة الحال البشريه..!!!!
شعرت بأجتماعاتنا اننا وسعنا دائرة الحب لتشمل الجميع.
ليس هذا فقط بل قطعنا أشواط بتمديد إطار المونه مع بعض بأريحية فلاحضت شخصيآ أننا كنا في سنوات مضت نتحدث مع أهمية احتفاظنا بأجزاء كبيره من النصوص محذوفه بمقص الرقيب الذاتي…!!!!
شعورنا بما قطعناه من العمر وبما حزناه من الحب جعلنا نفك كثير من الشفرات لنبدي ما كان بالأمس محجوب أو ربما محذور…!!!!!
جعلنا ذلك نسعد كثيرآ ونضحك من القلب ونرمي كثير من الأحزان ونردم الفجوات التي تراكمت من نتوآت الزمن.
شعورنا بأن العمر مره والأخوة فوق الأرض وأن الحياة لا تستحق أكثر من الحب الذي ورثه لنا الآباء وأننا لابد راحلون جعلنا كل ذلك نرمي الهموم ونسعد بصفاء وننثر الورد ونبوح بأجمل الذكريات لتنير لنا كل الطرق…!!!!
نسأل الله الثبات على الحق وأن يعيننا وأنتم على الطاعة والأخاء.
ومن اشغلته الحياه بالبعد فليتدارك الأهم وليعيد النظر قبل أن يحين الفراق فالوقت يمضي والحياة قصيره وما عند الله خيرآ وأبقى…
ودمتم سالمين…
بقلم الكاتب /إبراهيم العسكري
الثلاثاء ١٤٤١/٢/٢٣٨>