ظهر ت في مواسم الترفيه سلوكيات لم نعهدها على بنات المملكة العربية السعودية فبعد ٤٠ عاما من الصحوة – (بغض النظر أنا مع أو ضد تلك الحقبة لكن المقارنة فرضت نفسها)-تبخرت كل تلك القيم التي غرستها تلك الفترة ، وعلى الضفة الأخرى نعيب أثر التعليم على طلبة المدارس، أعتقد المشهد يحتاج وقفة وتحليل، فالفتاة التي تهتف بحرقة وإعجاب لمغني أو بالأصح لجزء من المغني(شعره) ولا أعني بشعره القصيدة المغناة بل أقصد شعيرات رأسه الحريرية، هنا سألت نفسي هل العيب في تدني مستوى التعليم لدينا يكمن في المعلمة أم المنهج أم في قيم الطالبة نفسها؟
وعندما يدعم أو حتى يراقب الفتاة والدها أو أخوها أو زوجها-إذا كان على علم بما يدور أو لا يعلم- فهذا خلل في قيم المجتمع وبغض النظر عن (الحرية ) لكن هتاف حشود غفيرة نحو (اللامفهوم )مقابل الانحدار في ( تعليم ) تبذل الجهات المعنية ما تبذله لتطويره وتلوم من تلوم للتقصير في أن يصبح (مفهوما) للنشء، أقوى من أن يتم تجاهله وبتطبيق تحليل الإنحدار المتعدد على المجتمع وهو من الاختبارات الإحصائية المعروفة يجب أن نعي أن الجميع مسؤولين عن الإنحدار في القيم بشكل أو بآخر ولعلها فرصة أن نستفيد من الفرقة الكورية في منهجيتهم المطبقة للتأثير على شبابنا. نعم (التأثير)هو السر وليس الحشو وزيادة المعلومات. كيف أنقل الفكر من خلال مشاعر استقبال الطلبة بشكل مؤثر؟ .سؤال قصير لكنه يتسع بعرضه الفضاء. فلنتوقف عن اللوم المتبادل والصراع بين أيقونات التعليم ولنسمع بعضنا ونوحد أهدافنا لنكسب ولاء بعضنا فنؤثر ونحقق ما نبتغي فإذا تبخرت جهود أربعين سنة من الصحوة في أيام معدودة فثق أن علمك لن يكون أثرا يشهد لك مالم يكن الطالب متأثرا ومحبا وشغوفا بما عندك ومالم تلبي المناهج والبيئة التعليمية احتياجاته. أفرطنا في العقل العلمي وهمشنا العقل المشاعري فكان التعليم حشوا وأدركت الجهات الأخرى سر التأثير في الإنسان من خلال الجسم المشاعري فكسبت الإنتماء والميل لذلك لا استغرب معرفة بناتنا باللغة الكورية وجهلهم بكثير من مصطلحات لغتهم الأم. فلنتدارك مايمكن تداركه لنبني نشء يملك عقلا لا يمكن أن يؤجره لأحد، بل مغمور بتعاليم دينه وقيم وطنه وبلاغة لغته وهذا سر قوة الأمم. أولنصف ذلك بالتراجع القوي في قوس السهم (ليبني قوة دافعة من قيمه الموروثة) ليتسنى له انطلاق ثابت فيصيب الهدف بعون الله.
بقلم أ. عبير الصقر>