((رحلت يا رفيق الدرب وأبقيت لنا بحرآ من الأحزان))

كم هو مؤلم رحيل من لهم في الجوف مكان من بنوا لنا بسجاياهم وطيب منبعهم خلودا لا ينضب.

لم أكن أتوقع أن لا أرى رفيق دربي بعد آخر ليلة اجتمعنا فيها في استراحة المشباح في ليلة جمعت أحبة من رفاق الدرب الذين اعتدنا ان نجتمع بها شهريآ ما أمكن…!!!

لم يدر ببالي أن ذلك اللقاء الجميل آخر لحضات نستمتع بها معك.. بما تحمل جعبتك من ثقافة وأدب وبشاشة وإخاء فنضحك لطرافتك الجميله وأشعارك التي تحمل فنآ وذوقآ وفكاهه وربما تصل الهجاء لمن تعرض دربك بلا استئذان…!!!!

فقيدنا رغم قوته الشعرية والمواجهه الا انه لا يحب الظهور ويتوارى بعيدآ عن الضوضاء والفلاشات وأن دعت الحاجه فحزين من يجاريه…!!!!!

ذاك الراحل هو أخي الكريم الأستاذ/علي محمد موسى الجفالي.
ابا خالد رحمه الله.

إنه بهجة مجالسنا ورقم استثنائي فمحبيه كثر وطالبي وده أكثر وغالبآ مرتبط بعلاقات وديه حميمية لما يتمتع به من قبول وبساطه وتواضع ونفس تحب الجميع
فطلابه لم يجدوا بعدآ أو فوقيه لمعلمهم الأمر الذي دعاهم بألا يتخلوا عنه ولا زالوا يتواصلون معه وقد أصبح فيهم المعلم والدكتور والطيار والمهندس وظلوا في محافظة مستمره على طيب العلاقه بين الطالب والمعلم الأمين كعلاقة الأب بالأبن …!!!!

فقيدنا الغالي دائمآ يروي لنا الكثير من الشعر العذب الفكاهي والأدب والخلق الرفيع والفن لكن أرواحنا لم ترو رغم ما كانت تحمله تلك الليله من أشعار عذبه كعادته وتحمل في طياتها مزحآ ورزحآ بريئآ نتقبله بصدور محبه تتسع لهجاء ومزاح المحب لحبيبه ..!!!!

لم يخطر ببال أي منا بأن تلك الليلة ليلة وداع دنيوي أخير.
وقد علمنا بعدها بأيام أن فقيدنا راجع المشفى وتنوم عدة أيام لوجود عارض صحي ثم وردتنا رسائل من أبنيه البارين بتأجيل الزيارة من قبل الزملاء والمحبين إلى وقت لاحق..!!!

ثم تبلغنا بخروجه من المشفى ليخضع لنقاهه فهاتفت أبنه خالد الذي أوضح لي أن اباه بخير وستتاح لنا فرصة الزيارة قريب ..!!!

بعد ثلاثة أيام أسعدتني رسالة صوتيه من ذات الأبن المعلم أيضآ خالد وفقه الله وأعانه على حمل الرساله تفيد بأمكانية الزياره وأن اباه عاتب لمن يرد زائرآ له مهما كان الظرف الصحي..!!!

عزمت بعدها لزيارتكم ابا خالد يوم السبت ولم أكن أعلم أن ذلك اليوم يحمل بطياته موعدآ من الله لدفن الجثمان لأخينا وحبيبنا الفقيد الراحل..

تفاجأت بالخبر الصاعقه مساء الجمعة صبيحة السبت بأن أبواب الزيارة قد أغلقت في الدنيا لأنها حانت ساعة رحيل الروح لباريها بأذن ربها…!!!

كان الخبر أشبه بحلم انتظرت ان اصحو لأكذبه. ولكن الحزن خيم والخبر تأكد فكذب الألم الأمل…!!!

جثيت أدعو ربي أن يرحمك ويبدلك خيرآ من دار الفناء وطلبت ربي أن يؤتيني صبرآ يكفي لي ولكل من عرفك وسلوانآ بقدر حبك في قلوبنا بما يفوق مصابنا بفقدك الجلل..!!!

أنني أعلم يقينآ أنك رحلت لأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين من هو أشفق بك من ضعفنا ومن له الحول والقوه وله الأمر من قبل ومن بعد. فحمدنا الله وأيقنا بعفوه ورحمته.

حاولت أن أقف صامدآ في صلاة الوداع صلاة الجنازه ولكن الأعصاب مع الدموع تعاونت وتعاطفت فغلبت مقاومتي ومقدرتي..
زاد وهني وهمي حينما رأيت تلك الجموع في المقبره من طلابك الأوفياء يعتصرهم الحزن وقرأت في وجوه رفاق دربك ثقل هم الفراق ورأيت جماعتك والقبائل من جميع الأنحاء كأن على رؤوسهم الطير وقلت هنيئآ لمن أحبه عباد الله فحملوا رسالة الوداع للدعاء بالرحمة بكل العواطف وبكل معنى المحب لمحبه.

اسأل الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ان يتقبلك قبول حسن وأن يغفر ذنبك وأن يجعل الجنة مثواك وأن يجعل ما نقلت اليه خيرآ مما نقلت منه وأن يجمعنا بكم وبمن فقدنا من قبل ومن بعد في جنة الخلد في مقعد صدق عن عزيز مقتدر…!!!!

اخوكم/إبراهيم العسكري
الأحد ١٤٤١/٣/٢٠ه>

شاهد أيضاً

بإشراف من مدير فرع " فنون " بيشة
 
إشادة من المتدربين والجمهور لورش المسرح من ” الفكرة إلى الخشبة “

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : بإشراف من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون ببيشة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com