بقلم – عهود الرسّام :
معْ إرتفاعِ صوتُ الآخرِين ممّن حولي ومعْ كثرةْ الضّجِيجْ والصّراخ ، الأصْواتُ الصّاخِبة والمُوسِيقا ، كُلّ مَامِن شأنُه أن يُزعْجَني لا أَسْتطِيعُ سمَاع مَن بِجواري ، وأنا اتحدّث معَه يَعْلُوا صوْتي لَيسمعني ويعْلو صَوتْه لأسمَعه ، هَذا انْ كانْ الضّجيج خارِجياً ، امّا انْ كانْ الضّجيجُ فِي دَاخلي والْفَوضىٓ في صدري وعقلي ، مُنزَعِجةٌ داخْليًّا ..كلّما زادْ الضّجيج زِدتْ صمَتًا فَكيفَ لي انْ ارفَع صَوتي وأنَا لا اسْمع صوتي لكثرةْ ضجيجِ روحي ، فقطْ اصمَت حتَى يهْدأ وتعُود لي راحتِي وتترّتبُ روحي بعْد هذا الخرَاب…
لاتُحاول التّحدث للأخَرين عنْ ضجيجُ روحِك فإنّك لنْ تسْتَطِيعُ إيضَاحَ وتوصِيل مشَاعرك ولنْ تستطِيع شرْح مايحدْث بداخلِك من حفلةٍ صاخِبة يحفّها صوتُ النّائِحاتْ كلّ هذا التّناقُض والإنزعاجُ بداخلك وتريدُ انْ تُخْبرهم!! انّهم حتى لنْ يتمكّنوا منْ سمَاعِ صْوتُك الخَافِت
لأنّك مهمَا رفعَت منْ مستوى صوُتك وانتْ مذعُورٌ ممّا يحدُثُ بِداخِلك ، فلنْ تُفهَمُ كَلِماتُك البسيطَة ، فَقطْ اذْهب لِمن يفْهُم عبَراتُك وتعاَبيرُ وجْهك قَبْل عِباراُتك
اذْهب لِمن يحتوِي روحكْ ويبحُث فيكْ عنْ قوّتك ليدعَمُها ، لا لِمن ينْظُر لجَسدِك ومَايعتَريه منْ شوائِبٌ ويبحثُ فيكَ عنْ هشَاشتك وضعْفك ليبثَ سمُومه ويُعدُمك..مزّيفٌ بالحبّ والدّعم ، وحقيقتُه البَغضاءُ والكرهُ واعدامُ الذّوات .>