إن لم تكن معي.. فلست بالضرورة ضدي

بقلم أ.أفراح الجنيبي :

منذ بدء الخلق والأفراد لديهم حاجة فطرية في تكوين الجماعات التابعة لهم لممارسة شعور السلطة والتحكم الذي يشعر المتبوع بالرضى التام ويرفع قدره في عين نفسه.

لم يُكتفى بهذا الحد فقط بل تبلورت هذه الأفكار والحاجات حتى امتدت إلى الجماعات الكبيرة، فنجد القبائل تغزو بعضها لتمد نفوذها وتفرض سيطرتها على من هو أقل شأناً منها مما يزيدها -برأيها-مهابةً وتعظيماً بين أقرانها.

هل توقف الأمر عند هذا الحد؟ بالتأكيد لا
بل وصل إلى أعلى ذروته بين الدول العظمى والحروب التي كان من أساسها وعميق منشأها أول خطأ وقع فيه إبليس ألا وهو الغرور..

ولكن حين تعاظمت القوى وتسلحت جميع الأطراف كان لزاماً أن تفكر مرتين قبل أن تقرر أياً كنت فرداً أو جماعةً أو حتى دولة أن تستعرض قواك وترضي غرورك.

من هنا نشأ مبدأ (إن لم تكن معي.. فأنت ضدي)
فظهر مايسمى بالحروب الباردة. والطوابير الخامسة لملاحقة وإشباع هذا الإحساس المقيت.

ولكن مالذي سيحصل لو قلبنا الموازين وحرفنا هذا المبدأ قليلاً..

ماذا سيحصل لو تقبلنا الرأي والرأي الأخر؟
لو كان اختلاف الرأي لايفسد لودنا قضية ؟
لو كان لكم دينكم ولي دين؟

كن على يقين انه حينما تتناقش العقول فهي عن كل عيب كليلةٌ أما حين تتناقش الألسن فهي دوماً تبدي المساويءَ

أنى لنا أن ندرك أنني حين أكون على الطرف الآخر من الطاولة فذلك لايعني أني أكيد لك كيدا.

وحين أعارض رأيك فلا تظن كل الظن أني لك معاديا.

ضع نفسك مكاني ولترَ الأمر بعيني ولتهون على نفسك وضع لي سبعين عذرا

حينها وحينها فقط ستتعانق أرواحنا وتقترب أفكارنا وإن لم تكن معي فصدقني.. لن أعدّك بالضرورة ضدي>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com