ورحل عبدالعزيز البدوي

 

بقلم – ظافر عايض سعدان

كان يوماً مؤثراً ولكن هي سنة الحياة راحلون إلى المصير ، أستعنتُ بالله ثم بأقدم مخلوقات الله. القلم لأكتب قليلاً من كثير في حق فاعل الخير بدون علم الغير إلا الله سبحانه ، جردتُ قلمي واستجمعتُ حواسي بعد فقدها لفترة من الحدث الجلل حاولتُ أن اكتب في وصفِ رجل الخير والعطاء ، فجأة جفَّ القلم أمامي وقال صبراً أيها الكاتب ، لقد جَفَّ حبري كما جفت دموع المشيعين والمعزين أجبتُ لذلك القلم وقلتُ لهُ :
أليس الله قد أمرك أن تكتب مقادير كل شي حتى تقوم الساعة قال: بلا قلتُ له : فساعدني لذكر مآثر الطيبين في أرض الله الخالدة . نعم كان عوناً ومساعداً لكل مُحتاج وبانياً ومُعمراً لبيوت الله وداعماً للأعمال الخيرية بصفة عامة وبفقدهِ يفقد العقلاء وغيرهم مآثرَ عديدة ، سيفقدهُ جامعُ حارتنا عندما يُنادي للأذان الأول ليوم الجمعة قائلاً ( الله أكبر ) سيفقده من كان يحتاج لتربية عادلة حيثُ كان مُربياً فاضلاً في أُسرتهِ ومجتمعه ، وَحَكَماً عادلاً عندما يقودُ مجالسَ إصلاحُ ذات البين ، كان رحمهُ الله مدرسة خُلقٍ وأخلاق وفضلٌ وفضيلة ، ذو شخصية مرموقة يقول أحد أعيانُ بيشة : أن ذلك المرحوم لايمكن أن ينامَ في بيتهِ وليس في جيبه نقوداً خشيةَ أن يأتي سائلاً وليس لديه نقود ، هنا تتجلا سمو النفس وعزتها واحترامها للسائل انه خُلق نبيل وصفة محمودة قَلَّ أن تجدها في مجتمع طغت الحياة وحب الدنيا على الناس ومن أجله أقول لكم:

ستفقدهُ المآذنُ واللجانُ.
ويفقده اليتمُ وابن السبيل

له صورة في مجتمعه وكل خُطوة خطاها لا ولن تمحوهـا السنون هو رحل والبصمةُ باقيةوإن غابَ صاحبها
وليس ما كتبه قلمي الا غيض من فيض في أبي عبدالله ، أنزله الله منزلة الانبياء والشهداء .>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com