عيسى مشعوف الألمعي
المريض يتأوه ويتألم ، الحالة مستعجلة لا تنتظر، الوضع حرج ، باقات الورود لا تجدي نفعاً ، جرعات الأمل وإن كانت زائدة انتهى مفعولها المسكن ، المستشفى يتثاءب على صوت المتألمين ، الإمكانات محدودة ! يغيب العنصر البشري وتحضر بعض الأجهزة ، تغيب الإمكانات والأجهزة المتطورة وتحضر بعض العناصر البشرية .. مشكلة كبيرة الحجم طويلة العمر، مشاريع المستشفيات لا تواكب الأعداد الكبيرة المتنامية للسكان وغيرهم ، أمرُ الإخلاء الطبي ينتظر في أروقة المستشفى ، السرير الحلم لم يفضَ بعد ، الفاكسات تنهمر من هنا وهناك ، لم تجدِ حتى الواسطة والشفاعات الحسنة ، مشكلة أخرى تقف في سبيل إنقاذ المريض المُمدد في غرفة الطوارئ تحت أجهزة بدائية وتعامل ركيك . الحالة تزداد سوءاً ـ أعني حالة المريض ـ المدن الطبية المزمع إنشاءها التي قد تتوفر فيها الإمكانات البشرية والطيبة في علم الغيب، ترسية مشاريع المستشفيات المُعتمدة لم تـُـفتح مظاريفها بعد ، المخاطبات تستنزف الأوراق والأحبار ،المريض ينتظر بصيص أمل يحمل معه الشفاء ، ينتظر ذلك بصبرٍ فارغ ، النتيجة تنتظر الاعتماد وستحضر بقوة .. كابوس التردي للحالة يجثم على جسد المريض ، كثيراً ما نقف مذهولين أمام عبارة ” إمكانات المستشفى محدودة ” ونتساءل : لماذا أنشأ المستشفى إذاً وهو لا يوجد به الإمكانات المطلوبة ؟ الصبر جميل ، والعسل شفاء ، بعض أطباء المستشفيات الخاصة ينصحون مرضاهم بالحلبة والحجامة، بعد أن يستنزفون ما في جيوبهم من مال وهو الأهم ، منتهى الدهشة والسخرية ! تأخير ترسية المشاريع ، التباطؤ في التنفيذ، المقاول المُهمل لعهوده وعقوده ، البيروقراطية الثقيلة هي الأخرى عدّلت من جلستها على أمل تنهض وترمي عنها تهمة التعقيد والتنويم .. هذه وغيرها أمور جلعت المواطن أكثر تشاؤماً بمستقبله الصحي ، الساعات بطيئة على المريض كالسلحفاة ،الخيط الفاصل بين الحياة والموت وجود إمكانات عالية وتوفر سرير .. هكذا هو حال كثير من مستشفياتنا الحكومية والخاصة أيضاً ، تحضر المخصصات المالية . وتغيب المسؤولية والمكان والزمان والمقاول وتنفيذ القرارات .. فمتى تحضر جميعاً ؟ عندها سوف يكون المواطن أكثرَ تفاؤلاً واطمأنناً على حياته.. يوم يومين وجمعة .. يَفضىَ السرير في مستشفٍ آخر بعيد .. تصل الموافقة متأخرة .. المريض فارق الحياة . وزارة الصحة تُعزِّي!>