على رحاب الحرم

 

للشاعر : علي طاهري

من كُسوةِ البيتِ، من سجادةِ الحرمِ
أُخيطُ بالدمعِ حزنا مِن نسيجِ دمي

ومِن هديلِ حماماتِ المقامِ، ومن
تاريخ زمزمَ هاجَ البَوحُ في قَلمي

وَجهُ الصفا، مروةٌ في غُصَّةٍ سألا
ماذا أصابَ حنايا البيتِ من سَقَمِ؟!

الكلُّ منذهلٌ، والأرضُ شاخصةٌ
ووجهُ مكةَ ليلٌ عابِسُ الظُّلَمِ

والقلبُ مِن فَرْطِ ما يَهوَى هَوَى وَلَهاً
على رُخامِ المَطَافِ الصَّلدِ في أَلَمِ

يا دَهرُ هل مَرَّ في التاريخِ مِن زمنٍ
مثل الذي حَلَّ هذا اليومَ مِن قِدَمِ؟!

وَاهٍ على الكعبةِ الغَرَّاءِ تائقَةً
سماعَ “لبيك” من عُربٍ ومن عَجمِ

لا ساجدٌ في زوايا البيتِ مُنطَرِحٌ
أو قائمٌ بابتِهالٍ ظاهرِ النَّدَمِ

الكلُّ غادَرَها طَوعاً، ودمعتُهُ
حَرَّى، ومهجتُهُ كالجمرِ في ضُرَمِ

كَأَنَّ كابُوسَ حُلْمٍ باتَ يفزِعُني
فيا إلهي أعذْنا فزعةَ الحُلُمِ

واصرِفْ إلهيَ كُورونا كَما صُرِفوا
أصحابُ فيلٍ بطيرٍ جاءَ بالحِمَمِ

واجعَلْ إلهيَ هذا البيتَ آمِنَةً
بِهِ البِلادُ وجُدْ بالخيرِ والنِّعَمِ

رَبِّي وَوَفِّقْ وُلاةَ الأمرِ في بَلَدي
نِعمَ الولاةُ بِهذا العَصرِ في الأُمَمِ

نَعم؛ لأجلِ ضيوفِ البيتِ قد بُذِلَتْ
كُلُّ الجهودِ.. فَشُكراً يا ذَوي الكَرمِ

نقولُ ما قالَهُ الغِرِّيدُ في أملٍ
ببيتِ شعرٍ، ولفظٍ طَيِّبِ الكَلِمِ

((غداً نعودُ لبيتِ اللهِ نعمرُهُ
نسعى، نطوفُ على الأرواحِ لا القَدَمِ))>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com