الحجر الفكري ” كلنا مسؤول “

طبّقت المملكة العربية السعودية السعودية ممثّلة في عدة وزارات وقطاعات حكومية خُطة عمل نموذجية رائدة في الإجراءات الإحترازية للحدّ من انتشار وباء كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) وكل هذا العمل الكبير بمتابعة وتوجيهات القيادة الحكيمة الرشيدة لهذا الوطن الغالي على قلوب شعبه والمسلمين أجمعين .

تطبيق الإجراءات الإحترازية لم يكُن بشكل مُفاجئ أو مُتسرّع بل على العكس تماماً تم تنفيذها والتوجيه بها بشكل متدرّج وفق سلسلة إحترافية مُحكمة في آليتها ولوائحها ومُمنهجة بدقة عالية تصِف المعنى الحقيقي لإدارة الأزمات وتُراعي مصالح الجميع من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وتتلمّس احتياجات المجتمع ومتطلّباته الرئيسية بل وامتدّت لتصل في شموليتها إلى المقيمين على هذه الأرض الطاهرة من غير المواطنين وهذا يُثبت بلا شك بأن المملكة العربية السعودية نموذج فريد بين دول العالم في تفعيل دورها الإنساني وبثّ خيرها وخيراتها وتسهيلاتها لتعُم بفضلها الجميع دون استثناء .

بين كل هذه المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة لمكافحة انتشار هذا الوباء إلا أنه ومع الأسف لا زال هناك حلقة وصل مفقودة تنخُر تلك الجهود وتهُدّ ما يتم بنائه من حدود للسيطرة على ( كوفيد 19 ) وانحساره .

هذه الفجوة التي تُؤخّر تحقيق أهداف وزارة الصحة في هذا الشأن تكمن في ضعف الوعي أو ربّما يجدر بنا تسميتها ( الإستهتار وعدم الإلتزام ) بما يصدُر من تعليمات من جهات الإختصاص واجراءاتها الإحترازية .

تم وضع عدة عقوبات وتم نشر عدة فتاوى وتم تقديم عدة نصائح طبية وعامة وتم مخاطبة كافة شرائح المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية واستهداف كل فئة بمواد إعلامية وتوعوية خاصة ورغم كل ذلك لم تجد تلك الإجراءات الإحترازية للحدّ من انتشار هذا الوباء من مُعظم المجتمع سوى التجاهل وعدم الإلتزام والتعامل ( بحُمق ) ولا مسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم وقبل كل ذلك وطنهم .

تم منح أغلب موظفي الدولة والطلاب والطالبات إجازة مؤقتة وتعليق الدراسة والعمل من أجل البقاء في منازلهم وتحقيق متطلبّات الوقاية من الإنتشار لهذا الفايروس ، ولم يعِ مُعظمهم بأنها ليست من أجل التنزّه والرحلات العائلية والمناسبات الخاصة والعامة التي تُحذّر الدولة من خطرها وتأثيرها الكبير على خُطط الوقاية والإحتراز من الجائحة العالمية ، وكما لاحظنا بأن أغلب الإصابات نتجت عن مخالطة المصابين في مثل هذه التجمعات الغير صحّية في مثل هذه المرحلة الحرجة .

لا زال الكثير منا يحتاج إلى ( الحجر الفكري ) حتى يعي أهمية هذه المرحلة التي تُطالب بها وزارة الصحة من الجميع تطبيق الحجر المنزلي والإمتثال للتعليمات فيما يخص ذلك .

ان محاربة هذا الوباء هي مطلب وواجب ديني ووطني يُسهم فيه الفرد والمجتمع بشكل كبير وتعاوننا مع تعليمات الدولة يحسِم هذه الحرب الشرسة مع من لا يُرى بالعين منه سوى فِعله وتأثيره .

ركزة : من كان يرى بأنه أقوى من المرض ولا يريد تقييد حُريّته والمكوث في منزله نتمنى من الجهات ذات العلاقة أن تُنظّم له زيارة خاصة لأحد أقسام الحجر الصحّي لـ يَرى ويعي ويفهم خطورة هذا المرض عليه وعلى من ربما يُعرّض حياتهم للخطر بإستهتاره ولا مبالاته ، كي يحمد الله على نعمة الصحة والعافية التي لا زال يتمتّع بها .

بقلم / عبدالرحمن خليل>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com