بقلم / ظافر عايض سعدان
رحل رمز الجود والمرؤة والشهامة
والأسود تموت حقاً وتُخَلفُ اشبالاً أوفياء
إنتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد الشيخ /
سعيد بن أحمد بن مسفر آل مليحة الغامدي
نائب ومعرف قرية السيار من بني كبير
عن عمر 76عاماً
(إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون)
قال تعالى
( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖوَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
الحياة الدنيا محطة عبور لكل كائن ومانحنُ في هذه الدنيا إلا ودائع متى اختار الله وداعته فلا مردلذلك وكل خُطوة يخطوها الإنسان مكتوبة له وعليه بل في سجل سيجدها أمامه
مَشيناهـا خُطى كُتِبَت علينا
ومن كُتِبت عليه خُطى مـشاهـا
وَمَن كانت منيته بأرضٍ
فليس يموت في أرضٍ سـواهـا
أعود لسنام المقال فأقول :
الحمدُ لله على كل حال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله بالأمس فقد الوطن وأبناءُ بيشة من مختلف أطياف مجتمعها علامةٌ فارقةٌ وبيرقٌ يعرفه الجميع من قِمم جبال الباحة والسراة سهلاً وجبل، الى بيشة الفيحاء باسقات وسهول
خدم الوطن من خلال عمله بتعليم ببيشة وعاش مع صفوة من رفقاء دربه ركبوا الصعاب حتى عانقوا قمـم الجبال مع السحاب بهمة الرجال وعزيمة الأبطال
( تعلموا وعلموا) في زمن كان كل شي صعب ولهم بصمات في المجتمع وتلك البصمات لن تمحوها عثرات الزمن او يطويها النسيان
وهي منقوشة لهم على الصخور لا على الرمال مكتوبة وستقبى لهم محفورة على قِمم أعلام وصخورُبيشة وجبال الباحة ( القُصى)أعلى قمة جبل في الباحة
المرحوم بإذن الله رجلٌ عصامي وشقردي
يحبُ الحياة البسيطة ( حياة الخلاء )
تأنسُ له عندما يتحدثَ إليك واذا تحدثتَ أنت كان مُنصتاً لا مُستَمعاً ، يُحبُ المساجلة الشعرية
لديه مخزون هائل من القصائد التي تبعثُ في نفس من يستمعُ لها البهجةَ والسرور
سيارته دائماً عبارة عن مستودع مُتنقل بها
مالذَّ وطاب، عاش وتعايش مع الحياة بأسلوب هادي وجميل ،كسب من خلاله محبة الناس وتقديرهم له فهو أبنٌ للكبير وأبٌ للصغير وأخ وصديق للجميع ومُضياف لعابر سبيل وأبواب منزله مُشَرَّعة وهو كثير الرماد رحمه الله
له مواقف مُشَرِفة في مجتمعه ، مُحباً للخير ، داعياً للصلح والتسامح قائداً تربوياً ومجتمعياً وأُسرياً عرفته من خلال عملي بتعليم بيشة
كان ذو جاه للجميع
ومن خلال مُرافقتي له في بعض الجولات والرحلات وكان منها رحلة الى دولة السودان قبل عقدين من الزمن تعلمت منه كثيراً
الحكمة الروية والصبر فكان نعم الرجل ومن خلال الرحلات واللقاءات وجدت فيه أمور حسنة كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر
أنه مُحب للخير وإصلاح ذات البين
ذو وجه باش وكلمة طيبة وشعاره الجود من الموجود ، يملك شجاعة داخلية بالنفس تحثهُ على الكرم بجميع أنواعه
-يملك شجاعة خارجية اكسبته الشهامة والمرؤة
في المجتمع وهذه الصفات المحمودة ما وجدت في شخص إلا أجمع الناس على محبته وتقديره
ومكانته بينهم
-كان رحمهُ الله ذو جاه في المجتمع، فراقه أبان مكانته ومحبة الناس له فهم يدعون لهُ لا عليه
ولكن ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له. خاصةً إذا كان الصديق وفياً صادق الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه. على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا به والدعاء له في قبره
مرت نفسي.بلحظاتٌ رهيبةٌ بل قاسية إن لم تكن أشدُ قساوةًمن الصخر مَرَت عليَّ بسرعة البرق بلِ بثقل الجبال عندما هاتفني جاري الاستاذ/ محمد بن سعيد بن هادي
الذي الفقيدُ خاله بل والده ووالد الجميع
والذي اخبرني بوفاة المرحوم وعلى الفور توجهت لمنزل المرحوم ووقفت أمامه في ذهولٍ تام وصمتٌ رهيب ولسان حالي يقول ويسأل:
سألتُ الدّار تُخبِرُني عن الأحبابِ ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا
فقُلت فأين أطلبَهم، وأيّ منازلٍ نزلوا؟
فقالت بالقبورِ وقد لقوا والله ما فعلوا.
نعم نعم هم فعلوا الخير وغرسوه في نفوس الآخرين ورحلوا إلي دار القرار والناس شهود الله بأرضه ولكن هي الأقدار تجري بحكم الله
العزاءلنا جميعاً رّحَلَ ابو عبدالرحمن
وستبقى ذكراهُ عطرة بيننا باقية بإذن الله مابقي اللحاء بالعود ،خلف رحمه الله مكارم الجود والكرم ممثلة في أبنائه وأحفاده
والمثلُ بقول : من خلفَ لم يمت
المرحوم من مواليد ١٣٦٥هـ.
مرَّبمواقف عديدة في الحياة
فكثيرون هم من تخرجوا من مدرسة الحياة . فمنهم من نفعته تجربته في المضي قدماً رغم الصعاب ومنهم المرحوم بإذن الله
ومنهم من توقف في نصف الطريق ، ومنهم من يقف منتظرا يرجو فسحة من الامل .
-تخرج كغيره من مدرسة الشيخ الوقور ذو الجاه والكرم والجود المرحوم/ سعيد بن هادي رحمه الله مما كان له اطيب الأثر الإيجابي على حياته
-تم تعيينه مُعلماً بتعليم بيشة بمدرسة الحازمي
عام ١٣٨٤هـ وعمره 19 عاماً وخدم التعليم 40عاماً صال وجال وعاشر الرجال فكان نعم الرَّجُل رحمه الله شارك بجميع حملات محو الأمية التي كانت تقام في مختلف مناطق المملكة لمحو أُمية المواطنين الذين فاتهم قطار التعليم في مقتبل شبابهم فلهُ الأجر من الله
كانت له مكانة وجاه بإدارة تعليم بيشة
اذا تحدثَ انصت المستمعون
كان مسؤلاً مالياً عن جلب أموال الزكاة للدولة ببيشة وتوابعها قبل عدة قرون عندما توكل له تلك المهمة الحساسة فكان في الموعد هامة وقامة أمانةٌ شهامة وشجاعة
لايختلفُ إثنان على خصال وتعامل المرحوم مع جميع الناس سيفقده من كان يمدُ لهم يد العون
والمساعدة ستفقدهُ الأرامل واليتامى وعابر سبيل ولكنه ان شاء الله لن يفقد عبادتهم من خلال الدعاء له لأن الدعاء عبادة
اذكروه بكلمة الرحمة والغفران .
العزاءُ لنا جميعاً بوجود الأبناء البررة إن شاء الله
قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم
وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ.
وختاماً / بعض الأسماء لن يطويها النسيان
وإن كان النسيان نعمةٌ من الله .>