بقلم . خازم بن سعد آل رفيدي
عندما يلتزم المجتمع بقواعد التكامل الاجتماعي لا شك بأنه سيصبح له مكان بارزاً ومن ثم تتحقق فيه جميع الأهداف المنظومة التي وضعت لتحقيق ذلك، وبما أن الإسلام قد أهتم ببناء المجتمع المتكامل من النصوص والأحكام والتي وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك المجتمع المتكامل بقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
التكافل الاجتماعي هو نظرة شاملة وضعت في عين الاعتبار لمصالح أجيال المستقبل، وهو ما يساهم في حل كثير من الأزمات الحاضرة ويحاصر كثيراً من الأخطار التي تواجه مستقبل الأفراد والجماعات حتى لا يكونوا افراد الاسر ضحية اخطاء رب الاسرة وهذا ما سعت الية وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للسجون، عبر منصة «أبشر» الإلكترونية خدمة (فرجت) حيث سعت الخدمة إلى توفير وسيلة آمنة وسهلة يستطيع المواطن والمقيم من خلالها التبرع لمستحقي المساعدة من المحكومين في القضايا المالية غير الجنائية، وسداد ديونهم ومن ثم الإفراج الفوري عنهم، وذلك من خيارات البحث عن ظروف المستحق للذي يرغب في مساعدته، ويستطيع المتبرع السداد بعد دخول المنصة باختيار أيقونة المديرية العامة للسجون والبحث عن الفئة التي يرغب مساعدتها واختيار الفاتورة للسداد، وحين اكتمال وصول المبلغ الإجمالي إلى الجهة المعنية يتم الإفراج عن المستفيد ورفع الحكم التنفيذي من سجله المدني أو رقم إقامته كما ان النظام يسمح بإدراج جميع فواتير المحكومين في القضايا المالية غير الجنائية من نزلاء ونزيلات السجون بدقة وسرية عالية.
وهذي المبادرة تعد الأولى من نوعها والتي ساهم فيها عدد من الجهات فنياً وإجرائيا مثل وزارة العدل، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، مؤسسة النقد العربي السعودي.
فوزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للسجون لم تقف لهذا الحد في المبادرة فقط بل سعت الى عقد شراكات جديدة حيث وقعت المديرية العامة للسجون بقيادة مدير عام السجون اللواء محمد الأسمري مع شركة stc شراكة لانضمام برنامج مكافآت “قطاف” إلى مبادرة فرجت وتمكن هذه الشراكة الى التبرع والإسهام عبر تحويل نقاط “قطاف” إلى مبالغ مالية تساعد في إنهاء الالتزامات المالية لنزلاء السجون وذلك عبر تطبيق my stc او تقوم بإرسال رسالة 9888 ثم مسافة وتضع النقاط وترسل الى 900.
لذا بمكاننا جعل هذي المبادرات المجتمعية والتي هدفها غير ربحي بل التعاون والمساعدة في الافراج عن سجناء تحدتهم الحياة بظروفها داعيين أفراد المجتمع ومؤسساته إلى المشاركة في هذه المبادرة، تجسيداً لروح التعاون التي تسود أبناء وطننا الغالي. ورغبة في فعل الخير، ومشاركةً في نهوض المجتمع، وفى تقديم نموذج حضاري للعمل الصالح.>