شكرًا أبطال الصحة .. تبذلون أغلى ما تملكون لحماية أغلى ما نملك

بقلم / عبدالله الكرشم عسيري

صدر الأمر السامي الكريم رقم 5/11/8697 وتاريخ 26/8/1370هـ بإنشاء وزارة الصحة، بدأت الخدمات الصحية تأخذ تطورا كبيرا ومتسارعا، فانطلقت عام 1378هـ مدارس ومعاهد التمريض الحديث، من خلال اتفاقية أبرمت بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للمراقبة الصحية والتمريض، وشهد عام 1379هـ انطلاقة المعهد الصحي للبنين بالرياض، كأول معهد صحي حديث ينشأ في المملكة العربية السعودية، تلاه في عام 1381هـ افتتاح المعهد الصحي للبنين بجدة، إضافة لافتتاح مدرستين للبنات بكل من الرياض وجدة عام 1382هـ، ومع تأسيس المعاهد الصحية ومراكز التمريض، جاء افتتاح أول كلية طب بالمملكة عام 1387ه ولعب التأسيس القوي والجيد لمعاهد ومراكز التمريض وافتتاح كليات الطب دورا قويا فيما نراه اليوم من تطور للخدمات الصحية، فمن خلالها برز أبطال الصحة في أكثر من موقع، وواجهوا أكثر من حدث، فقد تم إعدادهم وتأهيلهم ليكونوا كوادر جيدة قادرة على أداء واجبها والارتقاء بالخدمات الصحية

ويتنافس هذه الأيام أبناؤنا وبناتنا من منسوبي ومنسوبات وزارة الصحة في بذل كل ما يستطيعون من جهد وعمل بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ وهو ديدنهم على مر الأيام، لكنه في هذه الأيام العصيبة التي تجتاح فيها أزمة كورونا العالم بأسره تضاعف جهدهم وباتوا يضحون بالغالي والنفيس بل وبأرواحهم خدمة لوطنهم ودينهم ومليكهم وهم أمام تحدي عظيم، لكنهم أثبتوا أنهم على قدر التحدي وتجاوزه بإنجازهم وهمتهم وطموحهم، العالية ونحن نراهم يسجلون أكبر المواقف وأعظمها وهم مستنفرون يواصلون الليل بالنهار، يؤدون واجبهم في سبيل حماية وطنهم وبلادهم ومجتمعهم، فها نحن نراهم في المستشفيات يسجلون أعلى درجات التفاني والإخلاص في أداء مهامهم بكل بسالة وشجاعة دون تردد أو خوف أو ملل وقد حكى من خرجوا سالمين من العزل بالمستشفيات بعد شفائهم قصصاً يسجلها التاريخ بمداد من ذهب في أسلوب التعامل والاحترام والاهتمام والمعاملة الإيجابية بكل رحمة وإنسانية تجسد مبادئ ديننا الحنيف وأخلاقنا وقيمنا ومدى استشعار الكادر الطبي والفني بوزارة الصحة والهلال الأحمر لرسالتهم والأمانة الملقاة على عاتقهم ولم يتوقف ابداع أبطال الصحة في بلادنا على ذلك فحسب بل تجاوزوه إلى العمل في اتجاهات وإستراتيجيات متعددة في سبيل الحد من انتشار هذا الوباء فنراهم أيضًا يقودون الحملات التوعوية والإيضاحية عند الأسواق والمحلات التجارية بل وفي الطرقات العامة بآلية وطرق الوقاية من فيروس كورونا، وتنفيذ التعليمات بالبقاء في المنازل خلال ساعات السماح بالخروج، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى

واليوم نقف فخورين بما نراه أمامنا من شباب وفتيات ورجال ونساء حملوا على عاتقهم تقديم خدماتهم لنا لننعم بحياة صحية آمنة، غير خائفين أو وجلين من فيروس كورونا الجديد Covid-19، الذي أخذ في نشر دائه عبر الدول والأقطار، وإن كنا خايفين ‏خشيت إصابتنا به، فهناك أبطال جعلوا ملابسهم بيضاء كنقاء قلوبهم، تحملوا العبء، وقدموا أرواحهم لنعيش بين أسرنا سعداء، ويكون مجتمعنا صحيا آمنا

فشكراً من القلب لأبطال الصحة بكل كوادرها الطبية والفنية والمساندة على أدائهم المتميز واخلاصهم وتفانيهم وبسالتهم ووطنيتهم ونجاحهم بامتياز في الامتحان الكبير، وشكراً من القلب لكل من ساندهم من الجهات الأخرى الرسمية أو التطوعية ولن ينسى لهم الوطن والمواطن ما قدموه لدينهم ومليكهم ووطنهم

ستبقى حكايات تضحياتكم خالدةً، وهمسات دعواتنا ممتدة للعيون التي تسهر لسلامة المواطن ‏والمقيم

لكل معركة أبطال وأنتم أبطال و حائط و سد منيع في معركة فيروس Covid-19، حيث تبذلون جهودًا جبارة للوقاية والحد من انتشار هذا الوباء

إخواني وأخواتي منسوبي ومنسوبات وزارة الصحة كل عبارات الفخر والاعتزاز لا تضاهي ما تقدمونه من أجل صحة المواطن والمقيم وفي ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي وجهت بها قيادتنا الرشيدة، فإن دوركم في تقديم الرعاية الصحية تاريخي وعظيم ها نحن نباهي بكم وبتضحياتكم وجهودكم التي أثبتم من خلالها ولاءكم لهذا الوطن العظيم.. وبعون الله ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة وتفانيكم وبذلكم وعطائكم نجتاز كل التحديات، ونصنع غداً أكثر إشراقاً وأملاً، فشكرًا يليق بعطاءاتكم التي نفتخر بها، وبحجم ما تقدمونه من جهود عظيمة في سبيل صحة المواطن والمقيم وأسأل الله تعالى أن يوفق منسوبي ومنسوبات وزارة الصحة ومنسوبي مختلف القطاعات الحكومية لخدمة الوطن والمواطن، وأن يديم على بلادنا العزيزة أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com