تباينت تصريحات منظمة الصحة العالمية، حول كورونا؛ فمنذ يناير لم تعلن المنظمة أن كوفيد 19 جائحة إلا في 11 مارس بعد أن بقيت لأكثر من 3 أشهر، تشجع على استمرار الرحلات الجوية. ولكن بعد ذلك أعلنت أن فيروس كورونا المستجد «وباء عالمي» بعد أن ضرب 114 دولة حول العالم، مصيباً أكثر من 118 ألف ومتسبباً في وفاة أكثر من 4291 شخصاً، هذا الإعلان المتأخر دعا ترمب إلى اتهام منظمة الصحة العالمية (بأنها المسؤولة عن انتشار كورونا باعتبارها لم تنذر من بداية ظهوره…)، لقد تخبطت منظّمة الصحة العالمية في عدة أمور: أولاً قالت منتصف شهر يناير الماضي إن «التحقيقات الأولية لم تقترح دليلاً واضحاً على انتقال الفايروس من شخص لآخر»، ثم تراجعت وطالبت كل سكان الكوكب باستخدام الكمامات بعد 5 أشهر من ظهور الفايروس!
ثانياً: المنظمة أصرت طوال أشهر على عدم جدوى استخدام الكمام من قبل الأصحاء، مؤكدة أن الفايروس لا ينتقل عبر الهواء وإنما ينقله رذاذ المصاب فقط. ثم أعلنت أن الفايروس لا ينتقل عبر ملامسة الأسطح.. مع أنها حذرت بعد أشهر من تحذيرها اليومي من انتقاله عبر الأسطح!
ثالثاً: مع بداية أزمة فيروس كورونا هرعت جميع المنظمات الصحية في العالم إلى استخدام بعض الأدوية الموجودة في الساحة الطبية والتي من الممكن أن تتغلب على هذا الفيروس متكئين على تجاربهم السابقة مع الفيروسات أو الأمراض المعدية المشابهة. ثم خرج مدير منظمة الصحة العالمية قائلاً: دراساتنا أظهرت أن عقار هيدروكسي كلوروكين قد يزيد من معدل الوفيات بفيروس كورونا عند استخدامه لعلاج المصابين به. بعدها قررت منظمة الصحة العالمية إيقاف هذا الدواء حول العالم وسحب الدواء من أغلب البروتوكولات العلاجية.
وهذا تسبب في إرباك المتلقي حول العالم في تناقض عجيب يثير التساؤل حول أعلى منظمة في سلم الأمن الصحي في العالم، هنا صرح الرئيس الأميركي دناولد ترمب ووصفها بأنها مجرد جهاز علاقات عامة يعمل لخدمة الصين، فإن على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تشارك في تمويل هذه المنظمة أن تسأل نفسها «هل هذه المنظمة تستحق التمويل بعد هذا الأداء الهزيل والمتناقض الذي تفاقمت معه أزمة كورونا حتى ضربت كل شيء في العالم؟» لقد تسبب اعتماد منظمة الصحة على تصريحات بعض المسؤولين الصينيين حول كورونا إلى اهتزاز صورتها لتفتح على نفسها سيلاً من الانتقادات ومن ذلك اتهم نائب رئيس الوزراء الياباني تارو أسو، منظمة الصحة العالمية بمجاملة الصين، وقال متهكماً إنه «يجب إعادة تسمية هذه المنظمة لتصبح منظمة الصحة الصينية».
أما أطباء إيطاليا فقد قرروا تجاوز قانون الصحة العالمية بمنع تشريح جثث القتلى من الفيروس التاجي، الذي أصدرته الصحة العالمية بحرق أو دفن الجثث على الفور دون تشريح، ووصفها بأنها شديدة التلوث حيث اكتشفوا أنه ليس فيروسًا ولكن البكتيريا هي التي تسبب الوفاة وفي تكوين جلطات الدم.
في المقابل تدرج ترمب في الخطاب للصحة العالمية فقد أعطى المنظمة مدة 30 يوماً لإصلاح الوضع وإلا سيمنع عنهم الدعم المقدر بنصف مليار سنوياً، ويعطي غيرهم. ثم أعلن (نهاية علاقة واشنطن مع منظمة الصحة العالمية).
فلنتابع تصريحات المنظمة بين آن وآن.. فلعلها تأتي بجديد وفتح في التداوي من كورونا.
د. علي السرحاني>