بقلم / فاطمة علي
وكما هو الخير أصلاً مرسخاً في النفس كان لكل مباردة تطوعية القمة من النجاح وتحقيق الهدف في وقته وبتلك الدقة المرسومة له.
مبادرة نشامى عسير بزعامة ورعاية أمير المنطقة تركي بن طلال هاهي تَبرزُ اسماً وإسهاماً على مستوى المنطقة وأخذت الأصداء تترامى لأبعد من حدود المكان وهي على خطى الأنموذج المترابط والمتعاضد..
التنسيق المدروس، والإهتمام البالغ، والحث وتجدد الأفكار، ومناقشة الأطروحات، وتخصيص كل إمكانية تسهم في إنجاحها كان من وراء بلوغ المبادرة مشروعها السابع، ثم هي على مشارف التالي في سلسلة تجاوزت النجاح، وحوّلت من الجائحة مجالات استثمار للوعي والحس والنماء والتطوير لِتُسجّل إمارة منطقة عسير أول إمارة بصفة مشرف في منصة العمل التطوعي.
نشامى عسير برعاية كريمة من أميرة المنطقة تركي بن طلال انطلقت لأول مرة تزامناً مع جائحة كورونا وصداً لمضاعفاتها.
كان الهدف منها دعم الجهود الحكومية في مواجهة الجائحة وتحفيز كل الشرائح للمساهمة في البذل والتصدي والرفع من قداسة ومفهوم التطوع في مثل هذه المواقف لتقليل المخاطر وتظليل كل منقطع ونشر ثقافة الوعي ..
وقد أسهمت بشكل فوري في تحقيق الغاية منها بما قدمه الفريق من طاقة وجهد ينبع من أصالة الخير ومحبة البذل في النفس وصدق العمل..
إلا أنها امتدت وسادت منارةً وأفقاً في الإتيان على كل ما يمكنه أن ينشر الخير وتوسعت في النطاق ليكون لكل شخص دور ووقفة مشرّفة يستشعر بها عظمة الإسلام واختيارها الله خير أمة أخرجت للناس بالثناء والصفوة.
قدمت حتى الآن ٢٨ فرصة تطوعية وفتحت المجال للمؤسسات والأفراد والفرق إمكانيّة الإنضمام لتقديم أضخم عمل تطوعي بحجم ما أتت عليه الجائحة أو يفوقها.
باكورة مشروعاتها كان “المتطوع التقني” لخدمة وصيانة منازل الأسر المحتاجة وقد كانت في غاية الأهمية وإشراقة حقيقية انطلقت منه.
ثم أطلقت مشروع” ابق آمنا ” ثاني مشاريع هذه المبادرة بالشراكة مع إمارة منطقة عسير وجمعية الدعوة والإرشاد بخميس مشيط وانضم لها ٤٥ جمعية دعوة وإرشاد
مستهدفة ٩٠٠ ألف مقيم بعدد ١٦ لغة. كانت به قد عمّقت الجهد التثقيفي والوعي الصحي في استهداف شريحة المقيمين بشكل خاص ومركّز..
بعدها انطلق مشروع ” التطوع الصحي في الأسواق” متزامناً مع الحدث في حينه ولاشك أنه رفع مستوى الوعي أكثر عند كل المتبضعين مما حد من التفاقم وقلل من المخاطر.
ثم قدمت مشروع” المساند البلدي” بالشراكة مع أمانة منطقة عسير والبلديات الأخرى مركزةً الهدف في المراقبة الميدانية وتنظيم التجمعات والتباعد الإجتماعي.
وكان نشامى عسير إلى جانب الإبداع..فقد قدمت له الفرصة وحفّزت ثقافة الإنتاج وتطوير وتصنيع المنتجات الوقائية بالشراكة مع جامعة الملك خالد فأنتجت ١٥.٠٠٠ قطعة طبية.
أيضاً مشروعها “حياة” للغسيل الكلوي مستهدفاً شريحة المقيمين كان لمسة حانية ووقفة مشرّفة من قبل ابناء المنطقة مع إخوانهم المقيمين..
ثم آخر ما توقفت عنده في ميدان مساعيها “بالترشيد نزيد” تعمقاً في رفع ثقافة ترشيد المياة والكهرباء، وتعديل السلوكيات السائدة الخاطئة، وتوسيع البناء المعرفي وتحقيق الرقابة الذاتية..
وهاهي تعتزم مشروع “نشامى الحي” هذه الأيام، حيث لن تدع به مكاناً من المنطقة دون أن تُدخل إليه روح التنافس وحب الخير وهمم النفوس العالية للبذل والمساهمات وتكوين الفرق التطوعية فيه.
جهود تلو جهود تدعو للفخر وبما ينميه التطوع في النفوس
ونشهد التصدي بكل وسائلة وطُرقه..ونشهد الهيمنة والغلبة للهمم والعزائم ومنابع الخير..
.>