تلك الأيام


بقلم :خلود الشهراني

عجباً لهذه الحياة ! ففي الحقبة الزمنية التي تتطور فيها وسائل التواصل بين البشرية يختفي رويداً رويداً أصدقاؤنا، الصُحبة التي عاشت معنا أعواماً عديدة ، أصدقاء من جد وجد ومن زرع حصد ، أصدقاء تعالت أصوات ضحكاتنا معهم في الأرجاء ، سرنا معاً في طرق الحياة المليئة بالتقلبات والتي تحمل في جعبتها تارةً أياماً ثقالاً تحدينها بروحٍ التعاون والصبر ، وتارة أياماً احتوت ألوان السعادة والنجاح ، لقد كنت أتباهى بكم كثيراً ، وأرآكم حصناً منيعاً ألجأ إليه عندما تعصف بي أمواج الحياة ، كنتم الحضن الكبير الذي احتوى مخاوفي وأحزاني وسعادتي لم أنسى يوماً مشاعر شوقي إليكم عندما ينتهي العام الدراسي وأظل أرتقب وانظر باستمرار إلى عداد الأيام وأتعجب كثيراً لرغبتي في أن تسير أيام إجازتي على عجلٍ لتجمعني بكم الحياة من جديد في عامٍ درآسي آخر والذي كان آخر عامٍ تجمعنا فيه الحياة لتحدد بعده ميولنا الدراسية التخصص الذي ملأ قلب كل منا شغفاً ، وحباً وتشاء أقدار الله الجميلة أن يجمعنا نفس القسم كانت فرحتي حينها عظيمة لم أستطيع أن أجد وصفاً مناسباً لهذه الفرحة من شدة أثرها الرائع على قلبي ، سرنا مسافات طويلة وأنهينا دراستنا الجامعية ، وحصل اللا متوقع وخابت ظنوني بكم يارفاق لم أعد أجدكم في أيامي وأوقاتي ، تساءلت كثيراً عن سبب اختفاؤكم هل تنحصر كلمة صداقة في المقاعد الدراسية فقط أو مقرات العمل ؟ هل من المعقول أن تعيش هذه الكلمة الرائعة ( الصديقة) في حدود مصالح الحياة والعمل ، تؤلم قلبي الإجابات ويؤلمني شوقي إلى الأيام التي جمعتني بكم ، وحقيقةً لم يخذلني أحد أنا من خذلت نفسي عندما رآهنت على حملكم لقب الصُحبة الطيبة الوفية ، التي خذلتني وصنعت في مخيلتي ردة فعل مليئة بالشك عن حب ووفاء الشخصيات التي سأخالطها في محطات حياتي العملية ، لقد سلبتم كلمة ( الصداقة ) روعتها وجمالها : ‏

فوا أسفي على من كان يوماً
‏صديقاً، ثم ضيعه الزحام
‏كظلٍ في النهار أراه قُربي
‏ويهجُرني إذا حل الظلام.>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com