بقلم – سعيده آل ناصر :
هناك اشخاص رائعون في حياتنا يمتلكون معرفة وإدراك قوي بمن حولهم ،ويملكون أسلوبًا خاص في جذب الآخرين بتعاملهم الراقي سواءً مع الكبار أو صغار السن ،يتفقدون من حولهم ويمنحونهم القوة ويشدون على أيديهم ،ينتشلونهم من حياة البؤس ويمدونهم بالأمل ويرسمون البسمة على شفاههم ، ويجبرون خواطرهم ، و يداوون جراحهم.
أشخاص رائعون شعارهم الدائم رفقاً بمن حولهم ،قلوبهم تشبه الغيمة الماطرة لا يـهـطـلون إلا بما هو جميل، دائماً تغمرهم السعادة والتفاؤل وبدورهم يبثونها لمن حولهم ،هؤلاء الأشخاص وجودهم نعمة في حياتنا .
يراعون مشاعر الآخرين فان شاهدوا حزيناً فهم يآخذون بيده ،وينقلونه لعالم مليئ بالتفاؤل وحب الحياة ،ومنهم من يعود المريض ويأخذ بيده ويطمئن هذه الروح و ينزع منها مايؤلمها ،وذلك بكلماته الحانية التي هي بلسم وعلاج ،ومنهم من يرى سعيداً فيكون دوره بأن يفرح لفرحه و يدعو الله أن يغمره بسعادة دائمة ، ومنهم من يرى طفلًا يتيمًا فيمسح على رأسه ويطمئن قلبه ، ومنهم من يعطي بلا منّه ، نفوسهم عظيمة وشعارهم التعاون والإيثار والعطاء .
أرواحهم مليئة بالسلام والحب ونشر الطمأنينة على من حولهم ،لآنهم يعلمون بأن هناك أرواحاً تتألم ولا تستطيع البوح ،ويعلمون بأن هناك أرواحاً لا تبكي ولكنها تتوجع ،ويعلمون بأن هناك أرواحاً بائسة ولكنها صابرة ، ويعلمون بأن هناك ارواحاً لا تعبر بما في داخلها ولكنها تشعر ، مدينون لهؤلاء الأشخاص الذين وضعوا بقلوبنا شيئا نعجز عن وصفه ،مدينون لهؤلاء الذين ساقهم الله في دروبنا، فوجدنا بقربهم رقة المشاعر ،وبلسماً للجراح ،وجمال العطاء ،مدينون بحبهم و عطفهم ونفوسهم العظيمة ،مدينون لهم بجمال أرواحهم ونقاء قلوبهم ،مدينون لهؤلاء الذين زرعوا في أعماقنا الكثير من الحب والسعادة ،نشعر بوجودهم بأن زمن الأخيار من البشر مازال ولم ينتهي ،فرفقتهم مكسب ووجودهم في حياتنا كنز .
هؤلاء الأشخاص يرسمون لنا طريق الأمل ويزرعون في نفوسنا حب الحياة، نعم مثل هؤلاء الأنقياء الذين يغمرون من حولهم بلطفهم وصفاء قلوبهم فالحمدلله على وجودهم بيينا .
*مديرة القسم النسائي بصحيفة عسير الإلكترونية ببيشة>