وداعاً .. عبدالله !

الهلاليجاء بيان الديوان الملكي الصادر مع ساعات الفجر الأولى لهذا اليوم الجمعة مؤلماً صادماً لقلوب الملايين من أبناء هذا الوطن الذين أجمعوا على حب عبدالله بن عبدالعزيز ذلك الرجل الذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته ،  صدمةٌ لم تكن اعتراضاً على قضاء الله وقدره بقدر ما كانت مشاعر إنسانية (طبيعية) تعكس وقع المصاب الجلل على نفوسنا كمواطنين أحببنا ذلك الملك الإنسان وأحببنا تفانيه وإخلاصه وصدقه .

لم يكن عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله- مجرد ملك يبادل شعبه الحب كما يبادلونه ، بل كان بالإضافة لذلك رجل دولة محنك سخر حكمته وخبرته للنهوض بوطنه والتحليق به في فضاءات التقدم والازدهار ، فصنع من المملكة العربية السعودية دولة يشار إليها بالبنان ودعم شبابها ورجالها ونساءها وراهن رحمه الله على الإنسان كقاعدة صلبة للبناء والتنمية ، ولو لم يكن له سوى إحياء مشروع الإبتعاث الذي استفاد منه مئات الآلاف من أبناء وبنات هذه البلاد وبدأ الوطن يجني ثماره لكفاه .

و بالإضافة لبرنامج الإبتعاث فلن ينسى التاريخ للملك عبدالله خطواته الإصلاحية الرائدة المتمثلة في إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ودعمه له وتبنيه لمقترحاته ، كما سارع رحمه الله لتنظيم مرافق الدولة فكان تشكيل هيئة البيعة حدثاً تاريخياً في مسيرة الدولة السعودية الثالثة ، بالإضافة لتشكيل هيئات حكومية ذات صلاحية واسعة مثل هيئة مكافحة الفقر وهيئة مكافحة الفساد وغيرهما من المؤسسات والهيئات .

وفي عهده – غفر الله له – تبنت الحكومة دعم المرأة السعودية وتمكينها في شتى المجالات ، فوصلت لمجلس الشورى  وشكل وجود المرأة في المجلس بثلاثين مقعداً عرفاناً منه –رحمه الله- بدورها الرئيسي في بناء المجتمع والمشاركة في الحراك الوطني التنموي .

كل ما تقدم جزء من إنجازات الراحل الكبير على المستوى المحلي والتي يستحيل حصرها في مساحة ضيقة كهذه ، ناهيك عن دوره العربي والإقليمي والدولي حيث حظي رحمه الله بإجماع عربي وعالمي جعله واحداً من أعظم القادة على مستوى العالم لما عُرف عنه من الحكمة والفطنة والسياسة الرشيدة .

واليوم ونحن نودع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بحزن بالغ لانملك إلا الدعاء بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء نظير ماقدمه لوطنه وأمته ، كما ندعوه جل وعلا أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده لما فيه خير البلاد والعباد .

إبراهيم الهلالي

>

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

تعليق واحد

  1. الملك عبد الله -رحمه الله – شخصية سكنت القلوب للأبد ….

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com