سلام يا بلادي في عامك التسعين*

تتميز المملكة العربية السعودية بعدة عناصر ومقومات مهمة، قل ما توجد مجتمعة في دولة معينة. فبلادنا الغالية، شرفها الله سبحانه وتعالى بأقدس مقدسات الإسلام (البيت الحرام ، ومسجد الرسول الكريم) مما جعلها مهوى أفئدة المسلمين، وحباها بقيادة سياسية فذة، حكيمة، ومخلصة، كما حباها بموقع وعمق استراتيجي هامين بين ثلاث قارات، وإطلالها على بعض من أهم الممرات المائية، ومواقع اثرية وسياحية جميلة ونادرة، إضافة إلى قوتها الاقتصادية وسعة رقعتها الجغرافية وتنوع طبيعتها، وطول حدودها وغيرها المميزات. وفي السادس من شهر صفر لهذا العام ١٤٤٢هـ، الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر ٢٠٢٠م، تحل على وطننا الغالي وقيادته وشعبه ذكرى عزيزة وغالية، ذكرى تاريخية مجيدة، ذكرى اليوم الوطني السعودي التسعين لتوحيد هذا الكيان الكبير على يد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – تحت مسمى المملكة العربيَّة السعوديَّة. والمتتبع لتاريخ المملكة العربية السعودية منذ صدور المرسوم الملكي الكريم رقم ٢٧١٦ وتاريخ ١٧/٥/١٣٥١هـ الموافق ١٩/٩/١٩٣٢م، القاضي بتوحيد جميع أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم ” المملكة العربية السعودية “، يجد أن المملكة، وبحساب الفترة الزمنية بين ذلك التاريخ والوقت الحالي، واجهت تحولات كبرى وتغيّر جذري بمقياس الانجازات الكبرى في حجمها، ونوعها والمدة الزمنية التي أنجزت فيها. وأهم تلك الإنجازات هو بناء الانسان، ايمانا من الدولة أن الثروة الفعلية، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، هو الإنسان، فهو أغلى ما تملكه أية أمة واستثماره بالتعليم والتدريب والتوجيه يُعدّ من أهم الانجازات الوطنية، وقد استثمرت الدولة الكثير من المال والجهد والوقت في بناء وتطوير القدرات البشرية، فتم انشاء المدارس والجامعات والكليات ومراكز الأبحاث ومعاهد التعليم والتدريب، كما تم ابتعاث اعدادا كبيرة من أبناء وبنات الوطن الى العديد من دول العالم، حيث أن بناء العنصر البشري يشكل البنية التحتية لتطوّر الأمم والشعوب وتقدمها، ورُقِيّ المجتمعات البشرية، وهو كذلك السبيل إلى رفع الإنتاجية والارتقاء بنوعيتها وجودتها، والاستعداد الأمثل للعمل والمشاركة في المشاريع الضخمة والنوعية والخطط الرائدة في العديد من المجالات الهادفة الى بناء وتقدم ورقي المملكة العربية السعودية ومواكبة ما يشهده العالم اليوم من تطور وتقدم في العديد من المجالات، والتوظيف الأمثل للموارد الطبيعية والصناعية، والاهتمام الأمثل بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة والاقتصاد المعرفي المبني على العلم والمعرفة والبحث والابتكار وكفاءة العنصر البشري واستخدام العقل في الإبداع والتطوير في شتى المجالات والتخصصات التي تلبي متطلبات العصر في شتى الميادين العسكرية والمدنية، وتقدّم يضع المملكة في مكانها الصحيح والسليم بين دول العالم المتقدمة.

ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، في ٣/٤/١٤٣٦هـ الموافق ٢٣/١/٢٠١٥م، وتولي ولي عهده وعضده الايمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في ٢٦/٩/١٤٣٨هـ الموافق ٢١/٦/٢٠١٧م تغير الوضع تماما، فما كان حلماً بالأمس يلاطف إحساسنا تحوّل اليوم إلى حقيقة نشهد إنجازها وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان قائد الرؤية والتحول، حيث تشهد المملكة العربية السعودية العديد من التجديد والإصلاحات والتحولات الكبرى، وضخ دماء شبابية جديدة في شرايين الجهاز الإداري والتنفيذي للدولة تزامناً مع حزمة من القرارات الحاسمة والإصلاحات الهيكلية للقضاء على الفساد وعلى ترهل الجهاز الإداري ورفع كفاءة وإنتاجية المنظومة الإدارية والفنية، بما يتناسب مع احتياجات العصر ومتطلبات الوطن والمواطن، واعداد الخطط والاستراتيجيات الطموحة، الهادفة إلى تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية واستثمارية عالمية، وإنهاء الاعتمادعلى النفط كمحرك أساسي للقتصاد السعودي، وتأسيس بنية تحتيّة حديثة وقوية للصناعات الوطنيّة عالية الجودة، وتوطين التقنية، وتطوير السياحة في المملكة، وخلق فرص عمل مناسبة وغيرها.
لقد تحقق الكثير من الإنجازات والتحولات وذلك بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بالجهود المخلصة للقيادة الرشيدة، يؤازرها أبناء وبنات الوطن الأوفياء. وفرحة الوطن بهذه المناسبة الغالية تعبٌر عن عمق العلاقة والتلاحم الكبيرين بين القيادة والشعب السعودي الوفي، كما تعبّر عن تقدير المواطن والمواطنة للجهود والمنجزات التي تحققت في شتى المجالات.
وتعتبر المملكة من الدول المؤثرة والمساهمة عالميا في الدعوة للسلام وللحوار والاستقرار والتعاون البناء بين دول العالم، حيث تمكنت، القيادة السعودية، بسياستها الحكيمة ومهارتها في القيادة من إبراز دور المملكة العربيّة السعوديّة على المستوى الإقليميّ والعالميّ أمنيًا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيا وإنسانيًّا.

أنه توفيق الله سبحانه وتعالى ثم الإيمان القوي وبعد النظر والعبقرية الفذة لموحد هذه البلاد المباركة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، الذي لم الشمل ووحد الامة في هذه البلاد المباركة بل هذه القارة وخلّف لنا هذا الأرث العظيم ، هذه الجوهرة الثمينة، هذا البيت الكبير الذي ننعم فيه بنعمة الامن والاستقرار والرخاء ونعيش فيه كأسرة سعودية واحدة تحت سقف واحد، وقيادة حكيمة واحدة، تحكم بحكمة وحنكة، وتصون إنجازات المؤسس العظيم وتحافظ عليها وتواصل البناء والعطاء والاستثمار الأمثل في تعليم وتدريب وتأهيل الكوادر السعودية التي تشكل البنية التحتية القوية للتطور والتقدم والإبداع والوصول بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة ، وبناء عصرجديد مشرق ، بإذن الله ، للوطن والمواطنين.

اللواء(م) الدكتورعبد الله بن رحرح>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com