عسير صحيفة عسير الإلكترونية
عرش الوطن من خير خلف لخير سلف ..
ماذا أقول ؟ وفي كبدي حزنٌ لا يعلمه إلا الله .
فعندما تتعثر الحروف وتسقط هيبة قلم كاتبٍ أعتاد مبارزة المعاني
وأفقده الدمع رؤية أسطر الورق وأجبره الأسى على الإنحناء وجعاً لا يوصف يَخِرُ إلى الأرض الجسد دونما تماسك وتنهمر دموع فراقٌ عظيم وحُزنٌ سيقبع في القلوب للأبد وكأنه اختار صدور مواطني هذا الوطن وطناً له .
كيف لا و نحن ننعي ملكً أزدان به عرش الوطن سنين ذات رخاء ونماء . ملكٌ جعل حُب شعبه وخدمة دينه ووطنه نصب عينيه ملكً جاوز بتوفيق الله الصعاب ملكً بفطرته إنسانٌ
أيها الراحل عنّا نستودعك خالقك فقد كنت فينا ملكً عظيم ولتعلم بأن فقدك لم يكن علينا وحدنا بل كل من ينطق بالشهادتين
فقدُك يا راحلٌ عنّا على الأمتين .
لن يبكيك أهلك ومحبيك فقط ستبكيك الأرض و الجبال والشجر والحجر و الإنسان
ستبكيك مآذن مكة ستبكيك مآذن طيبة الطيبة ستبكيك مشاريع تمت ترسيتها قبل ساعات من رحيلك
ستبكيك محاريب الصلاة ومجالس الوطن
ففي ثلث من الليل وتحت أجنحة الظلام تتعالى أصوات الدعاء والرجاء لرب البريه بأن يغفر لمن ملك قلوبنا حبه وأن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يلهمنا بعده الصبر والسلون فقد أمسينا على حزن و أصبحنا و أكفُّنا ترتفع للسماء ترجو الله بأن يلهمنا الصبر والسلون و أن يجبر مُصابنا ويجعل وطننا آمناً مطمئناً
ففي زمنٌ عصيب وشرٌ في أرجاء الأرض يتطاير وشعوباً تأن بفقر الإيمان و الأمان ونحن في دقائق معدودة لا تتجاوز أصابع كفٍ واحدة فُجعنا بوافاة ملك ورزقنا بفضل الله وكرمه بمبايعة ملك وولياً للعهد وولياً لولي العهد وهذه جميعها بفضل من الله سبحانه أمسينا وانت قائدنا وأصبحنا وقائدنا سلمان الخير
سيدي يا من رحلت عنا سنفقد الكثير والكثير سنفقد صوتك سنفقد وصايك التي طالما أطربت الآذان وانت تُلح على كل مسؤول بأن يحرص على خدمتنا نحن المواطنون .
أغدقت علينا بطيبة قلب و صدق مشاعر جعلت مصلحة المواطن من أولوياتك وجّهت وتابعت سهرت و بادرت وتجاوز سخائك الحدود
عزاؤنا كبير ومُصابنا أكبر ولكننا على يقين بأنك إلى خير كيف لا وأعمال الخير التي أمرت بها لا زالت في طور البناء و التشييد
رحمك الله رحمة واسعة ونسأل من سجدت على الأرض جباه خلقه لعظمته أن يسكنك الفردوس الأعلى وأن يجبرنا في مصابنا وأن يأخذ بيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف لما فيه خير العباد و البلاد ..
الكاتب / صالح بن عبدالله الشريف>
