ثمرة المعرفة

بقلم الكاتب / عبدالله عسيري
لا شك أن العلم والمعرفة سلاح في يد الانسان و غايةٌ نبيله و هدفٌ منشود و إلا لمَا حثّنا عليه ربُنا جلَّ و على في مُحكم التنزيل و أكّد على ذلك نَبيُّنا و قُدوتُنا محمد صلى الله عليه وسلم .
كل إنسان يسعى للتعلّم منذ نعومةِ أظفاره و اكتساب المعرفة في شتى المجالات سواءً بالالتحاق بالمدارس أو بالقراءة أو بالمطالعة و التفكير و السؤال و التنقل الحسِّي و الفكري بين منهل و آخر و يحاول اكتساب المزيد من المعلومات و خوض الكثير من التجارب علّه يرى و يدوّن ما يجعله يتفوق به على الآخرين و يشبع غريزته المعرفية .
لكن هل للتعلم واكتساب المعارف هدف آخر بخلاف الحصول على الشهادات الدراسية والأوسمة و تحقيق متطلبات الوظائف والوصول لأعلى المناصب و زيادة الأجر المادي و اكتساب المكانة الاجتماعية المرموقة و تحقيق الذات ؟!
قد يصل البعض لأعلى الدرجات العلمية و يغوص في أعمق التخصصات الدقيقة و مع ذلك فإنه لم يحقق الهدف الأسمى و الغاية الأهم و هي توحيد الله عزّ و جل و استشعار عظمته و قدرِه حقّ قدره و عبادته كما أمر و تحقيق القصد من حثه على التعلم و الأمثلة على ذلك أكثر من أن تُعد .
صحيح أن العلماء و المتعلمين قد يجعلهم الله في خدمةِ البشر و تتحقق من علومهم أعظم الفوائد للإنسانية جمعاء و لكن هل جنوا الثمرة الحقيقية لعلمهم و تفوقهم و تميزهم ولبسوا تاج المعرفة الحقيقي و هم أولى الناس بذلك فكل هذا قد يكون وبالاً و حسرة عليهم إذا هم أغفلوا ما علِموا و لَم يعملوا به كما يجب ، و قد يأتي من أقصى المدينة رجل أُمّي أشعثَ أغبر و يحقق ما عجز عنه هؤلاء لأنه عرف الله كما يجب و عرف المقصد من خلقه و إنشائه و تكوينه و عمل من أجل ذلك .
ما أجمل أن يجتمع علمٌ بعمل و معرفةٌ بتقوى و إدراكٌ بإيمان .
نسأل الله أن يعلّمنا ما ينفعُنا و أن ينفعَنا بما علّمنا و نعوذُ بالله من عِلمٍ لا ينفع و قلبٍ لا يخشَع .>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com