(فجأة ترجل فارس قريتنا إلى دار القرار وهو لازال فهدآ فأصبح في الصف ثلمه)

بقلم/ابراهيم العسكري

لم يكن يوم الأربعاء الماضي يومآ عاديآ في حياة مجتمعنا الرهوي والعاصمي ومدينة جده ممثلتآ بأهلنا هناك وقطاع الدفاع الجوي بجده وكل من عرف فهد أحمد رحمه الله.

بعض البشر ربما ينحصر حزن فراقه على أهله أو ربما محيطه البسيط
والبعض الآخر فقده يسبب ثلمه وحسره وحزن في كامل مجتمعه وكل من عرفه وذلك هو حالنا في فقد فهد أحمد.

يعلم الله لم أجد في مجتمعي ممن عرف فهد الا ويحمل الحزن والأسى بالفراق وكما قال الشاعر.
حسبك خمسة يبكى عليهم.
وباقي الناس تخفيف ورحمه.

لم يرضى فهدنا وفقيدنا أن يكن رحيله من أهل التخفيف والرحمه لأنه تجنب صفاتهم فغرس لذاته صفات أهل الدين والحب والمودة والعطاء والكرم السخي والصراحة للجميع.

فهدنا لم يكن بيننا رقمآ عاديآ ولم يكن بحتآ ماديآ.
لم يكن إلا رقمآ استثنائيآ ايجابيآ في كل مجمتعه في الأسره وفي القريه وفي القبيله وفي جهة عمله وفي كامل محيطه الوسيع…!!!

بأختصار فهدنا إيجابي من الدرجة الأولى فأصبح يغرس الايجابيه ويعزز لها في كل مكان يعبره.

لم تعطى له شهادة عالميه في أن يكون مدربآ معتمدآ عبثآ.

فقد تلقينا التدريب منه ومن غيره ولاحظنا الفارق العظيم بين الضرغام
ومن يحاول التقليد والتنظيم والتطبيع والتطبيل…!!!

كما يعرف الكثير ونعرف عنه انه كان رحمه الله ناجح في التلقي والتعليم وفي اسلوب التدريب وأسلوب النصح والإرشاد رجل شهم بكلما تعني الكلمات يحرص على بناء مجتمع إيجابي ومتفاني في المد والعطاء..!

يبذل كل الجهود لغرس القيم الايجابيه وحب العمل التطوعي بقيمه عليا.

فهدنا وهبه الله الخلق العظيم الذي يتحلى به والابتسامة الصادقه وهو مثقف وشاعر وأديب وصاحب نكته لحظيه وقبول من العموم فضلآ عن كونه يتمتع بسرعة بديهه واسلوب يسموا ويستطيع النقاش بردود مقنعه ومفحمه في الغالب.

بدأ في الأعمال التطوعية منذ فتره طويله كلما امتدت زادت في القيمة والعطاء وفي كل مكان له عطاء ولا تنحصر جهوده في جانب واحد..!

اذآ ارجوكم لا تلومون من يحزن بفقد فهد ومن مثله في العطاء..!!!

كنت أتحاور معه على أن اكسب النديه في الحد الأدنى لكني أشعر بالانهزام أمام إقناعه بأسلوب الحوار بالتي هي أحسن فاخرج بقناعه وحب.

قبل قرابة نصف عام كتبت مقالآ عن أخيه الأكبر الذي خاض غور الحياة بنجاح فائق رغم إعاقة الصمم.

فرد لي فهدنا برد زاد همي وكشف غمي حينما قال :
يا أخي تصور فأبي لم يراني وانا بجواره.
وأخي لم يسمع صوتي ويدي بيده.

يقول تخيل يا أخي وانا في نظر والدي المدلل وآخر العنقود عندما قالت أمي لأبي ابشرك أن فهد له لحية كثيفه تجمل وجهه فناداني أبي ان أقبل اليه وعندما تحسس لحيتي تبسم ضاحكأ بحقره كأني أرى فيها أنه يتمنى رؤيتي…؟؟؟

قطعني الموقف فآثارت الصمت والشكوى لله.

أيضآ حدثني شقيقي جار فهد في جده عن مآثر فهد وكرمه الحاتمي الصخي فلا يكاد يمر شهر الا لديه مناسبة إكرام آخرها قبل وفاته بيوم واحد..!!!

اما انا فقد ذهبت مع مجموعه نعزي والدتنا أم فهد في قريتنا بعد صلاة الجمعة هذا اليوم وكنت اتحايل لاتمالك نفسي بالقوة والصبر والثبات على الأقل أمامهم.

وعند خروجنا نادتني أمه الغاليه بكنيتي قالت تعال ياعزيز.
فأتيت لها وقبلت رأسها الطاهر ويدها العفيفه وقالت لي بلهجتها : اجلس حولي ثم أردفت كيف حالك ياولدي. ترني أعدك من عوالي وإنشد عنك دائم.
تلعثمت وقلت بخير وعافيه ما اضامنا الا ما حصل بفقدنا الجلل ولكن عزاؤنا انهم جميعآ سبقوا للخير بأذن الله عند ارحم الراحمين ونحن بهم لا حقون..!!

ثم بقيت صامتآ معها ومع ابنها عبدالله حتى تغشتني الدموع وخانتني قواي فساعدني ابنهاعبدالله لأتكي عليه وأهم بالخروج حتى رأيت بيوت قريتي واحجارها وسبلها تبكيه بحرقة ودم وتشهد له بالوفاء في كل الأعمال والأنشطة التطويرية فيها.

رحم الله فقيدنا فهد أحمد محمد سلطان العاصمي رحمة الأبرار الذي وافاة الأجل وهو واقف كالأسد في ميدان العمل وجعل كلما قدم من أعمال الخير يلقاه نورآ يضيء دروبه وجبر مصابنا ومصاب أهله بالصبر والاحتساب والحقنا بهم صالحين.>

شاهد أيضاً

معقودون بالأمل 

بقلم / أحلام الشهراني  تعلمنا من الصغر أن المرأة تسمع وتصغي لرجل كان أب أو …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com