بقلم / فاطمة الأحمد
-التحزب والحياز على غير هدى..متى يموت ويُحرق، ونذروه مع الريح من على رأس جبل في يوم عاصف لغير عودة؟
فقد أطفأ وهج الود الذي شعرنا أن الألفة البشرية كلها خلقها الله فائضة ومستأنسة به.
أمال بسارية الدهشات البسيطة وعفويتها،وأفشل عمداً هذا الجمع الذي جاء كي يكون سعيداً حول حلقة البهجة ومحفوظاً عن أجاج المحيطات..فأخذنا نلاحق نشوة مفضلاتنا بشك لا يؤتمن.
فتفرق أول جمع بشري بعده؛ أردنا أن نصدق هذا أو لم نرد.وهَرِمَ من حينه، وحل البرد الأبدي فجأة في وجدانه، ومنذ ذلك الحين لم ينفك أحد من شعور الفجاجة حتى وهو يخاتله بخدعة الإنكار ويحاول تصفيف الإحساس وتحسينه.
– كلهم منهمكون في الضحك..فوقف مشدوهاً من الحجم الكبير للشر الكامن في لذعة سخرية و طغيانها من فوق الرؤوس،تلهث وتحث المسير نحو الجرأة على الإقتطاع من أجسادنا والإصرار مبيت قبل النية.
يخطئ من يظنها هينة فجرحه يتسع والجبيرة صغيرة عليه وكيانه يهوي.
فماهو المردود عليك منها..ماهي القيمة إذا سَخرت من منْتقَص وعطيب ومنخفض؟!
كان الجدير أن نتورع عن المساس بالأشياء التي تقع خلف هذا الحد، وتُسقط في القلوب غبناً ينتهي العمر قبل أن تبرد كل مافيه اللسعات.
لقد جعلته لا ينسى مجدداً أنه معيب..
-أما ذلك الذي أبهجه مذاق النعيم بعد أن عنّفه الفقر واستوت جواثيم الأشياء المتعبة على صدره وأذاقته الجحيم زمناً ..وقفت أنت عند كل قفزاته المتحفزة فخشي لذعتك.
ما الذي أجرأك على فرحته ؟!
لقد جعلت الوجع يعاوده ويضرب وريده المتشافي للتو.>