كبر النفس من كبر المصيبة

بقلم: إبراهيم العسكري

قبل سنة تقريبآ وقبل زيارة فايروس كرونا لهذه البلاد قابلت صدفتأ أثناء خروجي من أحد المساجد احدهم ممن كان لي زميلآ مقربآ قبل أكثر من عقد ولكن انقطعنا بحكم التباعد وخروجه للغرب لنيل دراسات عليا
كانت علاقتي به تستوجب أكثر من الاحتضان بعد ذلك الانقطاع من الزمن.

بالطبع حدث هناك تغيرات في الملامح للطرفين وفي السلوكيات بالنسبة له فقط.

حاولت الاقتراب منه للسلام وسألته مع ابتسامتي العفويه هل أنت فلان…!!!

فأكتفى بهز رأسه بحركة بطيئة وناولني أطراف أصابعه الرطبه حينما مديت يدي للسلام وهممت بالعناق..!

تراجعت وحاولت أن اكتم غيضي فربما حدث له هناك غسيل مخ أو تلاعب في الاعدادات أثرت على استجلاب ذكريات الماضي..!

لا اخفيكم حزنت للموقف ولصاحبي الذي كان يلبس ثوبآ مطرزآ وشماغآ مكوي بعنايه حافتها ربما تقطع البصل.

ذهبت وحاولت اتناسى الموقف لعلي اجد رقم هاتفه واتصل به لاحقآ وأعرف الأسباب.

بعد اسبوع او اكثر التقيت بصديقنا المشترك وسألته عن فلان صاحب اللقاء الأول وهل يعاني من اعتلال.

فقال لي بالنص وينك وين فقد أصبح دكتورآ معلبآ أعانه الله فهو يرى الآخرين من قصر عاجي لكنه هار.

فقلنا غفر الله لنا وله وهدانا واياه للصواب.

أسترجعت ذاكرتي ذلك القاء الجميل في احد القنوات لأحد الدكاتره المتميزين من خليجنا العربي حينما قال عندما عد احمل شهادة الدكتوراة لأدرس في إحدى الجامعات
فقال لي أحدهم ناصحأ يا فلان وقد أصبحت دكتورآ دع عنك كثرة الضحك والهزل لترقى.

يقول فأجبته بغضب والله لا اتجرد من انسانيتي من أجل ورقه صنعتها وساعدتني الضروف أن قدمها بشكل منمق.
والله اني لأسعد واضحك والعب مع الأطفال وازور ديونيات اخوتي واعيش اجواءهم واستمتع مع مجتمعي بكل فخر.

ثم اردف أتريد أن امشي كمن يعاني من إمساك دائم أو يتظاهر بثقل الشخصيه والرزانه في نظره هو.
انتهى قوله.

أيضآ انا الاحظ في بعض مجتمعنا من يحمل مثل هذه الصفاة ويتكلف حتى في نبرة الكلام ليبدوا مهمآ أمام مجتمعه الذي يراه بسيطآ محاولآ أن يخلق لنفسه شخصيه ليست في داخله من الأصل ولكن يتصنعها ليبدوا مهابآ وذو وقار وهي لا تجتمع في الأصل فالوقار هو أن تكون على سجيتك لا تصنعآ.

واخيرآ اتفق مع صديقي الذي يقول لأولئك.
درجتك العلميه تعني شيئاً لك وحدك وليس لنا بالضروره بأي حال فهي بالنسبة لنا لاشيء….!!!

فإن كنت اكادميآ في الجامعة أو طبيب في المشفى أو خطيب في الجامع أو مؤذن مسجد أو ضابط في الجبهة اوحتى داعيآ للحق فلا تتصرف وكأنك قطعة منزلة من السماء فالدين لا يحرم أن تكون بسيطآ ومنسجمآ مع محيطك العفوي.

شاهد أيضاً

يردد البعض الراتب مافيه بركة!!

عبدالله سعيد الغامدي. الراتب ما فيه بركة اولاً البركة في وجه الله سبحانه يمنحها لمن …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com