تقاسيم (أوسع إصلاح حكومي)

IMG-20141217-WA0001

تقاسيم (أوسع إصلاح حكومي)

علي القاسمي.
الكل يفرح برياح التغيير ويتفاءل بأي قادم على كرسي مثير، فنحن نرمي الآمال والطموحات والتطلعات على طاولة القادم الجديد، ونراه قادراً على أن يكون ممثلاً مختلفاً وعلى قدر المسؤولية التي حُمِّلها في ثنايا قرار ملكي، كلنا مقتنع بأهمية التغيير، ونؤمن تماماً بأنه دلالة كبيرة على أن المكان لمن يعطي أكثر، ومعه نبحر في أبعاد وجدوى ضخ الدماء الجديدة إلى القلب النابض ذاته، ولولا التغيير لما كان لأي مغادر قديم أو عملاق أن يكون على مقعد التحدي والتشريف ويجلس أمام مطالبات لا تتوقف ولا تعترف إلا بالتكليف الكبير، الأجمل في قرارات التغيير أن تتناوب الكوادر الوطنية المسؤوليات ويتصدوا للمهمات والأدوار، ويتحملوا سيل الأسئلة التي يمارسها ويبحث عن إجاباتها مجتمعنا الضاغط والساخن.
التغيير الوزاري الجديد والقرارات الجذرية التي صاحبته وجملة التعيينات المتنوعة لا يمكن أن نغلق أمامها حواس السمع والبصر، فمجتمعنا بسخونته وضغطه تعتاد منه كمية هائلة من الفرح والتفاؤل، وحزمة من النقاشات الطويلة عن المتوقع والمأمول والمنتظر، وسرعان ما ندخل مع أي مسؤول في دائرة النقد وعدم الرضا بمجرد أن نذهب ومعاليه إلى حرارة الاختلاف في الرؤية وتضارب وجهات النظر. المنصب الجديد أو البقاء في المنصب القديم ذاته ليس انتصاراً بقدر ما هو عبء كبير وأمانة ثقيلة ملقاة على العاتق، ولعل كل القادمين الجدد في الكراسي المتنوعة يهربون جيداً من أن تكون خطوتهم الأولى منطلقة من الخطوة الأخيرة لسلفهم الراحل، نريد منهم استيعاباً أكبر وقرباً أكثر من الحاجات المتنوعة، وملامسة للواقع وابتعاداً عن التصريحات التي تستثير المشاعر وتجعل بوابات الأسئلة وعلامات الاستفهام مفتوحة على مصراعيها! ننتظر منهم مسايرة الواقع والتركيز على أن تكون بصماتهم الموجبة لا تغادر الذاكرة، لنحتفي بهم حين المغادرة بعد بضع سنين، كما نحتفي ونتفاءل بهم هذه اللحظة، نعدهم ألا نثقل عليهم، لكننا ننتظر منهم تحقيق ما عجز عنه السابقون، ومسح أية صورة ضبابية ومهزوزة توجد في أمكنتهم الجديدة.
تبقى الكراسي ثابتة، إنما يدور ويتغير من عليها بفعل السن والزمن والتشبع وإتاحة الفرصة وتجديد الروح، وسنبقى نحتفظ بالأسماء وندونها في الذاكرة لنخبر أبناءنا جيلاً بعد جيل أن هؤلاء كانوا هنا ذات زمن فائت. وها هي أسماء جديدة ومتجددة حاضرة، مزيج من الخبرة والشباب على هرم المسؤولية الثقيلة، وكُتِبَ لها أن تكون من مساء الخميس الشهير حاملة للمهمة والأمانة ومتسلمة حقائب مثيرة ومناصب متعبة، ويبقى الزمن فاصلاً منصفاً في رسم صورة كاملة عن كل ضيف جديد حضر بسيرة ذاتية ذهبية إلى طاولات تنتظر عملاً جاداً ونتائج مبهرة، الأحلام والآمال الهائلة والكبيرة تأخذ مقعدها في الصف الأول بشكل طبيعي، نظير ما اتفق الجميع على تسميته بإعادة تحديث الدولة والضخ الأعلى للعناصر الشابة في مسيرة الحكومة وحماستها للتطوير والإصلاح.>

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com