بقلم: إبراهيم العسكري
سبحان الله بعض الناس تراه مبتسمآ على طول الخط فنتمنى أن نعرف السر وعلى النقيض نرى العبوس المبرطم على الأكثر في حين لا تجد عند الأول ما يوجب استمرار المرح ولاعند الثاني مايوجب تتالي الكدر…!!!!
قبل أسبوع ذهبت مع عائلتي لزيارة بعض الأقارب في منطقه قريبه من منطقتنا تمتاز بجو جميل وحالية ماء.
اقاربنا المضيفين رعاهم الله فاجاونا بعمل وليمة دعي فيها عدد من الزملاء والجيران للمضيفين.
القيمة الايجابيه المضافه للحفل ولا يهون جمع الحضور ففيهم الدكتور والطبيب والضابط والمعلم لكن اعتقد وربما يتفق معي الحضور أن لذلك الجار الغالي الشايب التسعيني حضورآ مميزآ فقد صادفتنا به الضروف حينما كان في زيارة ابنه في تلك المنطقه
فريناه في الحضور متوكآ على عصاه والابتسامه تعلوا محياه فقد ملاء جلسة الضيوف والحضور بالابتهاج واعطانا دروس وتجارب عظيمه تلقاها في حياته التي لم تكن مزروعة بالورود بل تملأها العثرات والاشواك فحينما قال عام ١٣٦٨ه أي قبل سبعون عامآ مضت التحقت بالسلك العسكري في المنطقة الشرقية ثم فصلت ولكن لم أجد بديرتي ما يروي الحد الأدنى من الرمق فعاود العمل بشركة اجنبيه متعاقده مع أعمال في بلدنا يقول كان العمل شاق للغايه ولكن الأجر مجزي..!!
يقول بقينا فتره من الزمن مع عدد من الزملاء السعوديين في الشركه التي فصلتنا فيما بعد ظلمآ وبهتانآ..
ثم يضيف عاود العسكريه حتى تقاعد قبل عقدين ونصف.
الأمر المهم أن ذلك البطل كان يتكلم بكل جرأة وصدق مع النفس ويعطي الحضور فكره ان الحياة تمر في كل الأحوال فإن قاومت في السعي والكسب الحلال لم يذهب تعبك وان تكاسلت أو تهاونت فلا شك انك من سيدفع الثمن..!!
حرص الحضور على إعطاء ذلك العم الفرصة للحديث للاستزاده مما يحمل من المعطيات والتجارب العظيمه.
كان مجمل الحديث منه لا يخلوا من تلك الحواشي والنكت الرائعه فتضيف للمجلس الراحه والطمأنينة فخلق جوآ غير عادي من القبول للجميع.
أثناء تلك الليلة الرائعة والسمر الممتع كان محدثنا الحاضر بالعقل والفكر والضحكه من السن إلى السن له ولنا وكأنه في الثلاثين من العمر لولا تجاعيد الزمن الظاهره .
العجيب أن صغار السن من الحضور والمتاثرين بالتقنيه انصرفوا عن الجولات الذكيه واصغوا لحديث ذلك الأب العظيم فالحديث عام لم يقتصر لفئة معينه ولم يكن فظآ غليظ
من اجمل العبر المستفادة انه قال لا أعلم بدخول ريال واحد عليء بغير الحلال وقد رأى فضل ذلك في بركة أبناءه ربما اصغرهم النقيب الذي هو في معيته.
دون شك استمتعنا بالسمر معه وملأنا تلك الأمسية بكثير من الدعابة والمرح وفكينا جانب الرسميه المزيفه والخداع البصري.
اذآ اقول لكل مبرطم ولعلي اولهم خذوا العبره من العم الغالي/سعيد بن علي الوهابي.
فالدنيا قصيره ولا تحتمل الغيض في كل شأن.
مقال جميل ورائع بروعة من كتبه وروعة شخصية المقال الوالد حفظه الله ذاك الرجل العظيم الذي جمع التقوى والشجاعة والكرم وطهارة القلب هذه الصفات التي قلما نجتمع في الإنسان لكنه فضل الله يؤتيه من يشآءُ ،،سلمت أناملك أستاذ إبراهيم .
جزاك الله خير ورحم الله والديك …وقد أجدت وأفدت في طرحك أستاذ إبراهيم لما ذكر والدي حفظه الله ورعاه وهو كما أسلفت لديه تسلسل جميل في رواية القصص وتجارب الحياة منذ نشأته وإخوته أيتاما …شكرا لك من الأعماق