مكاشفة تقتضيها المصالحة!!

بقلم / صالح جراد الشهري

“سيحل النزاع الخليجي ”
كلمة اعتاد كوشنر مبعوث الأمم المتحدة وصهر الرئيس دونالد ترامب ترديدها منذ العام 2017 . اسطوانة اعتاد تكرارها لكن اعتقد انه لم يعد الوقت كافيا له لطرح العديد من الحلول والقيام بالكثير من الزيارات خصوصا وأن المهمة انتهت والوقت انقضى.
ترامب سيغادر المشهد وسيترك كرسي الرئاسة وسيخرج من البيت الأبيض بعد سنواته التي انتخب من أجلها.
النزاع الخليجي هو الملف الشائك والأكثر حساسية وخصوصية خلال هذه الفتره .وربما لم يمر الشرق الأوسط بأزمة اقوى من تلك خصوصا في العقد الأخير.
أربعة عواصم أعلنت مقاطعتها والدول الاربعه تتمتع باستقلالية سياسية وسيادية تخولها لاتخاذ القرار خصوصا اذا ماكان الأمر يتعلق بالمملكة العربية السعودية التي أعلنت مقاطعتها أولا فتبعتها الإمارات العربية المتحدة ثم مملكة البحرين لتأتي جمهورية مصر العربية وتكمل مربع المقاطعة .
اتخاذ الدول الأربعة للقرار ليس مفاجئا فالانتهاكات التي مارستها الدوحة وإشعال الفتن ودعم الجماعات واستضافة الرؤوس باتت معلنة وصريحة ولسنوات طويلة .لذلك فالإعلان جاء بعد التغاضي والجلوس على الطاولة والتحذير مرارا .
لكن ولأن الدوحة كانت تسير عكس اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي في وحدة القرار والهدف وضمان الوحدة وبطريقة لا تتوافق مع توصيات جامعة الدول العربية والأطراف المعنية فقد كان لزاما اتخاذ الموقف .
ذلك الموقف الذي اعتبرته قطر (حصارا) لها قد اخذها إلى الارتماء في أحضان تركيا ومحاولة إظهار انها مستقله ولايهما امر المقاطعة .الامر الذي لم يستمر كثيرا حتى أحست الدوحة ومسيريها الذين نظن انهم من الداخل القطري بخطورة الموقف ماجعلها تهرول للأمم المتحدة ودول القوة في الاتحاد الأوروبي.
حاليا وبعد ثلاثة أعوام من التصريح والتلميح وبعد سلسلة من الملفات المرئية والصوتية وأمور لم تكشف بعد وتحتفظ بها مخابرات الدول الأربعة وتعلم بها قوى العالم السيادية المعنية بالتدخل و التي تدين قطر وتكشف خبث نواياها في وحدة الصف العربي والخليجي فقد بات لزاما وقبل المحاولة الأخيرة لأمير الكويت والمبعوث الأممي للجلوس على طاولة واحدة متى مااحسنت الدوحة نواياها مع الأخذ بعين الاعتبار الاستعداد لأي سقوط قطري اخر في مؤامرة او فكرة تشوه ماتسعى اليه المعاهدات والاتفاقيات.
يجب أن تفتح المواضيع جميعها في جلسة مكاشفة أخيرة .كل الملفات يجب ان تفتح وتناقش للخروج بصيغة تليق بدولة ستعود لحضن الخليج وتتحلل من عبء المؤامرات والتدخلات .
كوشنر ربما يعود خالي الوفاض وربما يفتح بابا لعودة الدوحة لكن في كلا الحالتين يجب التعامل مع الأمر بكل تبعاته.
المحاولة الأخيرة للمبعوث ولإدارة ترامب ربما تبوء بالفشل وهذا هو الظاهر لكن المهم أن تكون الدولة القضية قد أيقنت أن الدرس لم يكن الأول لكنه كان الأقوى في تاريخها .
النزاع القضية الذي أشعل المنطقه وسعت القناة التي تعتبر قضية كذلك في شروط الدول الأربعة ربما تتعامل مع هذا الأمر بطريقة قد لا تجعل في النزاع خط رجعة وللأبد .
أن تغلق الجزيرة لا يبدو أمرا سهلا كون الأمر ليس بيد الدوحة وأميرها ومن يتابع المشهد يعلم بالامر ..
لكن سنرى قريبا كيف تكون الامور ..وليت المكاشفة عاجلة .

شاهد أيضاً

يردد البعض الراتب مافيه بركة!!

عبدالله سعيد الغامدي. الراتب ما فيه بركة اولاً البركة في وجه الله سبحانه يمنحها لمن …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com