مهنية مجلة الزراعة ورعونة الصحف الورقية

بقلم / د صالح الحمادي

أدخلتني مجلة وزارة البيئة، والمياه، والزراعة الشهرية لمنطقة عسير ساحة الدهشة، والاعجاب وأنا اتصفح عددها الأخير لشهر فبراير 2021 ، وتسألت عن هذه التقنية الصحفية المهنية العالية أين كانت غائبة في زمن سيطر فيه جهابذة بعض الصحف الورقية على المشهد الإعلامي دون امتلاكهم لنصف ما شاهدته في هذه المجلة الجميلة.
طريقة الإخراج وطريقة عرض المحتوى أسرة ، لكن ليس هذا مربط الفرس بل المضمون الذي يبدأ بكلمة لمدير الفرع المهندس عبدالله الويمني وهو ينطلق من فكر المجلة إلى رؤية الوطن 2030 ويحاول هو وفريق العمل ترجمة ذلك على أرض الواقع وكأنه يعلن عن سباق بين كافة قطاعات الدولة ومن ضمنها وزارة البيئة والمياه والزراعة ويراهن في نفس الوقت على فريق العمل، ودرجة افتخاره بهذا المجلة والقائمين عليها وما يقدمونه في كافة المجالات البيئية.
الويمني الذي راهن على المبدعين والمتألقين في فريق عمله نقل رهانه وتفاؤله للميدان حيث مزارع الفراولة، ومنتج السمسم كمنتجات سياحية جاذبة ، والميزة النسبية والتنافسية التي تميز استراتيجية الرؤية في منطقة عسير، بزراعة الزيتون كمورد اقتصادي هام، وحملة “لنجعلها خضرا” لمواجهة “التصحر”، وخطورته المستقبلية على الإنسان والمكان وبقدر سروري بهذه الحملة الخضراء إلا إنني اتوقف كثيرا عند رقم أربعة وسبعين ألف شتلة !!! وثلاثين ألف عقلة من النباتات المثمرة وأضع أمامها الف دائرة تعجب فقط.
أيضا اشتمل العدد على توثيق وضبط المخالفين لتحذيرات الاحتطاب التي تهدف للحفاظ على البيئة، لكن الوزارة الموقرة التي تقوم بجهود هائلة في محاصرة المحتطبين، ولصوص الغابات لدينا لم تضع للمواطنين منهم حلول معيشية، ولم تضع للمستهلك حلولا للحصول على احتياجه في ذروة الشتاء، ومع كامل الإشادة بالمجلة وروعتها اخراجا وسردا ومتابعةً إلا أن دوائر الأسئلة والاستفهام تأخذني إلى جانب البحث عن حلول عادلة ومنصفة لمشكلة الاحتطاب فسكان قرى عسير كانت لديهم عوائد ووثائق عادلة ومنصفة لو طبقتها الوزارة لأغلقت الباب دون ضجيج، بقي أن أشير لروعة منع زراعة النخيل في مرتفعات عسير كبيئة غير مناسبة لشجر النخيل بل قاتلة لقيمتها وكرامتها وجمالها فشكرا لصاحب قرار المنع.
الفرق بين مهنية مجلة الزراعة، ورعونة المهيمنين على صحفنا الورقية التي شارفت على الانقراض هي لغة الاقصاء التي تعاطتها الصحف، ولغة الاحتضان للموهبة وإعطاء القوس باريه عند الويمني.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com