بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن من سمات شهر الصيام المبارك أنه شهرٌ تُحترم فيه مشاعر الصائمين؛ فلا تُخدش بأي لونٍ من ألوان الحرج كتناول الطعام أو الشراب أمامهم من غير الصائمين سواءً أكانوا من غير المسلمين، أم من المسلمين الذين لهم من الأسباب الشرعية ما يُبيح لهم الإفطار في هذا الشهر.
ومن هنا فإن على كل مسلمٍ أن يُحافظ على قدسية هذا الشهر الكريم، والحرص على عدم الإساءة إليها بشيءٍ من القول أو العمل سواءً أكان ذلك مقصوداً أم غير مقصود، وألاّ يُضايق الصائمين بما يجرح مشاعرهم أو يمس كرامتهم كالسُخرية منهم، أو الاستهزاء بهم لأي سببٍ كان، وألاّ يُفسد عليهم صيامهم بالأغاني الماجنة، والموسيقا الصاخبة، وصور المجلات الخليعة، وإنشاد الأشعار المُبتذلة الرخيصة، وما في حكم ذلك من البرامج الهزيلة أو غير المتوافقة مع قدسية هذا الشهر العظيم ومكانته في النفوس ؛ فلا ينبغي بحالٍ من الأحوال أن يُشغَل الصائمون عن طاعة الله سبحانه والتقرب إليه بما لا فائدة منه ولا نفع فيه ؛ لأن شهر رمضان في حقيقته شهر التأمل والعبادة ولذة الروح وأُنس القلب.
فيا أيها الصائمون، تذكّروا أن من الواجب علينا في هذا الشهر وغيره من الشهور أن نُربي أنفُسنا على احترام الصائمين وإحسان مُعاملته، ومراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم، وبخاصةٍ في أيام هذا الشهر الكريم، لما في ذلك من زرعٍ للمودة، ومدٍلجسور الـمحبة فيما بينهم، وتبادُل للشعور بالاحترام بين جميع أفراد المجتمع المسلم، وما أصدق قول القائل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
ولنعلم جميعًا أنه متى كان الإنسان مُضطرًا للإفطار في نهار رمضان؛ فإن عليه أن يحرص على عدم إيذاء مشاعر الصائمين سواءً أكان ذلك بالمُجاهرة في الإفطار، أو الاستهزاء بالصائمين، أو المضايقة المتعمدة، أو نحو ذلك.
وأن نحرص جميعًا على امتثال أوامر الشرع الإسلامي الحنيف، والتأسيفي هذا الشأن بعباد الله الصالحين الذين ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهم في جنات النعيم، إنه على ذلك قديرٌ وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلّم على البشير النذير.