بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أخي الصائم، أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فرمضان شهر المعاني الكريمة، والمقاصد النبيلة، والأهداف السامية، لما فيه من خيرٍ عميم، وفضلٍ عظيم، نلمسه في تعدد الطاعات، وكثر العبادات، وتنوع الكرامات للعباد من رب الأرض والسماوات، وقد خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بالعديد من الخصائص والفضائل التي منها على سبيل المثال لا الحصر:
أنه شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
وهو شهر تُفتّح فيه أبواب الجنة وتُغلّق أبواب النار.
وهو شهر يتقرب فيه العباد إلى الله بالصيام نهاراً والقيام ليلاً.
وهو شهر فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.
وهو شهر الجود والبذل والعطاء من الأغنياء للمساكين والفقراء.
وهو شهر تُصفدُ فيه الشياطين، ويُغفر في آخر ليلة منه للصائمين.
وهو شهر تلاوة القرآن ومناجاة الواحد الديان.
وهو شهر الإكثار من الاستغفار وسؤال الجنة والاستعاذة من النار.
وهو شهر تكثُر فيه الطاعات، وتُضاعف الحسنات، وتقال العثرات.
وهو شهر له بكل حرفٍ من حروفه معنى وبيان، فالراء رحمة، والـميم مغفرة، والضاد ضمانٌ للجنة، والألف أمانٌ من النار، والنون نورٌ من العزيز الغفار.
وهو شهر ينادي فيه منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
وهو شهر يُنزل الله فيه الرحمة، ويحط فيه الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء.
فيا أخي المسلم، ويا أختي المسلمة:
إن رمضان فرصةٌ عظيمةٌ للإقبال على الله سبحانه، والمسارعة إلى كسب رضوانه بالحرص على زيادة الحسنات، ومضاعفة رصيد التقوى في النفوس، والصلح مع الله جل وعلا بالتوبة الصادقة، والندم على ما فات في زمن الغفلة والبعد عن الله. فلا تفرطوا في هذه الفرص المباركة التي أتاحها خالقنا عز وجل لعباده كرماً منه، ورحمةً بهم، بل انتهزوها لتفوزوا بجنات النعيم.
أسأل الله العظيم أن يبارك لنا ولكم في أيام هذا الشهر ولياليه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه سميع مجيب.