بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أخي الصائم، أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
ففي ليل رمضان نوعان من التربية للفرد المسلم، وهما:
النوع الأول: تربية روحيه تتمثل في مناجاة الله سبحانه والخلوة معه جل في عُلاه، عندما يقف العبد بين يدي مولاه العظيم لصلاة التراويح أو القيام خاشعاً داعياً مستغفراً ذاكراً الله سبحانه، متضرعاً إليه، سائلاً عفوه، راجياً مغفرته،وفي ذلك يقول (صلى الله عليه وسلم):
((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)) [متفق عليه].
فقيام رمضان أُنسٌ ومحبةٌ وطاعةٌ وشوق، والقيام بين يديه سبحانه يقوي صلة العبد وإيمانه بربه، كما أنه يطرد النفاق من النفس البشرية لـما فيه من إحياءٍ للقلوب المؤمنة، وطمأنينةٍ للعيون الخائفة. قال الشاعر:
عُبادُ ليلٍ إذا جَـنّ الظــلام بهم كم عــابدٍ دمعُـــــهُ في الخد أجراه
النوع الثاني: تربيةٌ جسميةٌ تتمثل في وقوف الـمصلي وجلوسه، وركوعه وسجوده، وكل ذلك من شأنه أن يُسهم في تنشّيط الدورة الدموية للجسم، وتحريك العضلات،وتمرين الـمفاصل، فيكون ذلك بمثابة التمرين الرياضي الذي يُفيد الجسم ويطرد عنه الداء بإذن الله تعالى.
ومن المناسب أن نذكر أن هناك أوضاعاً معينةً لبعض العضلات في جسم الأنسان لا يمكن ان تتشكل إلا في الصلاة ما بين ركوعٍ وسجودٍ وجلوسٍ وقيام.
فيا أخي الصائم، ويا أختي الصائمة:
لاشك أن المسلم عندما يصوم نهار رمضان ويقوم ليله؛ فإنما يؤلف بين شهر رمضان المبارك وبين القران الكريم؛ فيعيش حالاً مرتحلاً مع القرآن الكريم، وكم هو جميلٌ أن نرى المساجد قد اكتظت بالمصلين ما بين واقفٍ وجالسٍ، وراكعٍ وساجد،وتالٍ وقارئ!!
وفقنا الله وإياكم إلى قيام شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم، وتدبُّر الآيات البينات، وعمل الصالحات والطاعات، والفوز بالجنة والنجاة من النار.وصلى الله وسلم على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.