بقلم / عيدان أحمد العُمري
التغافل فن من فنون الحياة ، ومهارة حياتية للفرد و المجتمع ، والمتغافل عن الزلات والهفوات ، ويغض الطرف عنها ، ويترفع عن الصغائر ، ولايركز على تصيد الأخطاء ، هو صاحب خلق رفيع ومهم ، ويجيد التصرف ، والتعامل مع الآخرين ، وخاصة الأطفال لمعالجة الأزمات والمواقف ، والإنسان المتغافل يجعل نفسه في قمة الارتياح ، يتصرف مع غيره بحكمة اتجاه الزلة أوالهفوة ، وكأنه لم ير شيئًا ، وهذا التصرف قد لايتقنه كل الناس ، فهو صعب في ضبط النفس والإنفعال ، والتعامل مع الأمور بحكمة وهدوء ، بل يحتاج لشخص ذو تدريب وتطوير لنفسه ، ويحسب العواقب بحكمة وهدوء ، وهي مهارة بالإضافة إلى كونها فن ، لايملكها إلا من تدَّرب وعوَّد نفسه عليها ، وجعلها أساس متين في تعامله مع كل الناس بمختلف شرائحهم وطبائعهم ، والتجاهل والتغافل في هذه الأمور ليس غباءً أو خوفًا ، بل هو حكمة وبصيرة ، وقد تكون الحاجة للتغافل في التربية دور مهم ، سواء على مستوى الأسرة أو المدرسة أو المجتمع ، والتعامل بالحكمة والتصرف الحسن ، في التعامل مع سلوكيات الأطفال بمختلف أعمارهم ، ويجب على المربين وأولياء أمور الأطفال ، أن يفرقوا بين التغافل والغفلة ، في التصرف مع الممارسات السلوكية عندهم ، وعدم التفريط في حل المواقف والتعامل معها بما يقتضي حلها ، فمثلاً لايمكن أن نتغافل عن السلوك الخاطئ المتعدي ضرره على الغير ، بل يعالج في حينة بما يقتضي معالجته ، ولايمكن غض التطرف عنه مهما كان ، ولكن الأخطاء البسيطة والتي لا تسبب ضرر على الآخرين ، وتقتصر الضرر على الشخص نفسه ، يترك مساحة لمعالجتها ، والتوجيه والنصح له بعدم تكرارها ، بالأسلوب الأمثل ، والأمثلة كثيرة على ذلك من واقع الحياة اليومية والواقع التربوي والتعليمي ، سواء على مستوى المنزل أوالمدرسة أو المجتمع ،
وقدفاصت قريحتي بالأبيات التالية :
ليس التغافل أن يكون مذلة
إنَّ التغافل حكمة العقلاء
إنَّ الحماقة قد تسبب مفسدة
إنَّ الحماقة حكمة الجهلاء
إنَّ التغافل نعمة مشكورة
فهو الخلق الرفيع للنبلاء
ياصاحبي أن التغافل فرصة
فن ومهارة تكسب العملاء
لابد من حل السلوك الخاطئ
في حينه وتلافي الأخطاء
ليس التغافل خوف أو نقصان
بل حكمة وتصرف بذكاء
إنَّ من الحكمة أن يتعامل الإنسان مع أخطاء وزلات الآخرين بتصرف وذكاء ، والترفع عن صغائر الأمور وتوافهها ، كرماً لاخوفاً ، وعمداً لاغباء ، وقصداً لانقصاً ، وما يعمله من خير أو شر يجده يوم القيامة ، في صحائف أعماله في كتاب لا يغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها ، اللهم أصلح أعمالنا ونياتنا ، ووفقنا لكل عمل خير وبر وصلاح ، وأبعد عنا المصائب والشرور والفتن ما ظهر منها ومابطن ، اللهم أدم علينا نعمة الإسلام والإيمان ، ونعمة الأمن والأمان في بلدنا المبارك ، اللهم احفظ قادتنا وولاة أمرنا ، والعباد والبلاد ، من كل سوء ومكروة يارب العالمين .
بقلم / عيدان أحمد العُمري
١٤٤٢/٩/٢١ هـ — ٢٠٢١/٥/٣م