المحافظة على النعمة وترشيدها

بقلم /عيدان أحمد العُمري

أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان نعم كثيرة لاتعد ولاتحصى ، وتقتضي الوجوب للمحافظة عليها ، واستغلالها على النحو الأمثل دون إفراط أو إسراف ، وأن يحمد الله سبحانه وتعالى عليها ويشكره بالأقوال والأفعال ، ولايتضجر أو يتذمر نتيجة الحرمان من بعص النعم التي حرم إياها . والنعم قد تكون نعمة حصل عليها الإنسان ويعلم بها ، وقد تكون نعمة ينتظرها ويتمنى الحصول عليها ، وقد تكون نعمة يعيش فيها ولا يشعر بها ، وهذه النعم كلها لا تدوم إلا بالشكر ، وتحل بها البركة والزيادة ، اللهم لك الحمد ولك الشكر على جميع نعمك الظاهرة والباطنة وفضلك الواسع ، وكلما استخدمت هذه النعم في سبل الخير كلما زادت ونمت والعكس غير ذلك ، وأن التفريط والإسراف في استخدامها أو هدرها أو عدم احترامها فإنه يؤدي إلى نقصانها بل وربما إلى انعدامها بالكلية وخاصة فيما يتم الزيادة فيه بشكل يومي أو أي شيء آخر كالمأكل والمشرب والملبس والكماليات وغيرها من المتع الدنيوية المباحة ولكن بإمتهانها ورميها في أماكن غير لائقة بها يعتبر سلوك خاطئ وغير حضاري وممحقة للنعمة ، وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
يالله يارب تحفظ النعمة علينا
كل نعمة لاتدوم إلا بشكرها
النعم منحة من الله وحده
من حرمها يعوضه ربي بغيرها
اقتصد في اللبس والمأكل ومشرب
كل مسرف في النعم ضيع حقوقها
نعمة العقل والحواس والصحة
لايماثلها ثمن والكل مايقدر يعدها
أحمد الله واشكره شكراً جزيلاً
من وجد ذا النعمة قد يبدلك غيرها
يالله يارب نحمدك حمداً كثيراً
زيدنا من النعمة واكفينا زوالها
وقد أنشئت في مناطق ومحافظات مملكتنا الحبيبة جمعيات خيرية غير ربحية لحفظ النعمة وترشيدها ، ولها مسميات متعددة ، وأعمال جليلة متنوعة ، وذات أهداف عالية ، وجهود مشكورة تقوم بحفظ النعمة الزائدة من الأكل في المناسبات وغيرها ، وحفظها بطرق صحية وسليمة ، وتوزيعها على المحتاجين في حينه حسب موقعها  للتقليل من هدرها واحترامها ، أو وضعها في أماكن قد تكون غير لائقة بها ، ولها أيضا مبادرات نوعية متنوعة ، وشراكات وبرامج توعوية ،وإرشادية مثمرة مع جهات أخرى في كل منطقة أو محافظة توجد بها لتوسيع وتكامل أعمالها مثل ترشيد المياة والكهرباء ، وكل عمل مثمر ومتميز في أي مجال يؤدي إلي التقليل من الهدر ، والمحافظة على النعمة مهما كانت وأين كانت ، كما أن لها أعمال أخرى تختلف من جمعية إلى أخرى حسب مالديها من الامكانيات المادية والبشرية ، ويعمل في الجمعيات كفاءات وطنية مدربة تدريب مهني وفني وتقني من الشباب المتطوعين والمتطوعات في العمل بها ، واكتساب المهارات الحياتية التي يتطلبها العمل في تلك الجمعيات  من أبناء وبنات مملكتنا الحبيبة ، محتسبين الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ، فجزاهم الله خير الجزاء على جهودهم المباركة ، كما أن هذه الجمعيات المباركة تنال نصيبها الأوفر من الدعم المالي والمعنوي اللامحدود  والمساندة المستمرة والمؤازرة من قيادتنا وولاة أمرنا حفظهم الله تعالى لما لها من أدوار عظيمة ومشرفة في المجتمع المحلي ، وكما تنال أيضا دعم رجال الأعمال والخيَّرين والمحسنين في هذا البلد المعطاء ، نسأل الله سبحانه و تعالى للجميع التوفيق والسداد ،  وأن يجزيهم خير الجزاء ، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم القيامة . أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والإستقرار ، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، وزادنا من فضله الواسع ، وحفظ الله تعالى قادتنا وولاة أمرنا والعباد والبلاد من كل سوء ومكروة إنه على كل شيء قدير .
بقلم /عيدان أحمد العُمري
١٤٤٢/٩/٢٥ هـ —  ٢٠٢١/٥/٧ م

شاهد أيضاً

مات الشيخ الوقور

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com