بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أخي الصائم، أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن لكل صائمٍ جائزة، ولكل عاملٍ مكافأة، وما أكثر هدايا الصائمين وجوائزهم التي جعلها الله سبحانه لهم، والتي منها أن جعل للصائم فرحتين، الأولى عند فِطره، والأخرى عند لقاء ربه جل وعلا، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله:
((للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)) [متفق عليه].
ومنها أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله سبحانه من ريح المسك، لـما ثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ((والذي نفسي بيده لخَلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك)) [متفق عليه].
ومنها أن الصائم مستجاب الدعوة، فقد صحَّ عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ((للصائم عند فطره دعوةٌ ما ترد)) [رواه ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما)]ُ.
فيا عباد الله من الصائمين والصائمات، ما أجمل أن يرفع العبد الصائم يديه داعياً مولاه بشفتين جفتا من الصيام، وكبدٍ ظمأ، وبطنٍ جائعٍ، وعينٍ باكيةٍ، ونفسٍ خاشعة، وهو مع ذلك كله موقن بالإجابة لاسيما وأنه قريبٌ من ربه، مطيعٌ لمولاه جل وعلا.
قال الشاعر:
رمضان نجوى مــــــــخلصٍ للمسلميــــــنَ وللســــــــــــلام
تسمــــو بــــــها الصلــــواتُ والدعواتُ تضطــرِمُ اضطــرام
للـــه جـــــــلَ جــــــــلالـــه ذي البِر والـمِنَن الجِســــــــام
ومنها أن لله سبحانه عتقاء من النار في كل ليلةٍ من رمضان، وأنه سبحانه يغفر للصائمين في آخر ليلة من الشهر، لما رواه البيهقي عن جابر (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((إذا كان آخر ليلةٍ غَفر الله لهم جميعاً)) يعني الصائمين.
فيا إخوة الإيمان:
شهرٌ هذا فضله، وهذه خصائصه، وهذه عطايا الله سبحانه وتعالى فيه، بأي شيء نشغل أوقاته؟! وبأي شيء نحيي لياليه؟!
أيكون ذلك بالتفريط فيما فيه من الـميزات والـمكرمات؟!
أم بالإكثار من الطاعات والحرص على عمل الصالحات؟!
وفقنا الله وإياكم إلى مزيد من الخير والصلاح، والحمد لله رب العالمين.