وماذا بعد رمضان؟

بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد

أخي الصائم، أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد قضت إرادة الله سبحانه أن تمضي سنته على شهر رمضان وغيره من الشهور والأيام والدهور. وشهر رمضان كغيره من الشهور يأتي ثم سرعان ما يمضي إلا أن كثيراً من الناس يسيئون فهم معنى العبادة في هذا الشهر الكريم، إذ إنهم يعتبرون -خطأ أو جهلاً أو تجاهلاً – أن العبادة في شهر رمضان ليست سوى شعائر دينيةٍ تؤدى في هذا الشهر وحده، وينتهي بها الأمر عند ذلك الحد.
فما أن تنقضي أيامه وتنصرم لياليه حتى تنعكس تصرفاتهم وتتغير طباعهم، وتنقلب رأساً على عقب، إذ يأخذونفي هجر الـمساجد والتكاسل عن أداء الصلاة جماعة، وترك المحافظة على تلاوة القرآن الكريم، والخوض في الأعراض وممارسة الغيبة والنميمة ونحوها. يُضاف إلى ذلك إطلاق العنان لأبصارهم في الحرام والاستمتاع بما حرم الله سبحانه، والعكوف على سماع الغناء الماجن، والموسيقا المحرمة، والأشعار الساقطة، والكلمات الآثـمة، وملء البطون بالحرام من الربا والسحت أو الغش أو أكل مال اليتيم، أو شرب المسكرات، أو إدمان الخمور، أو تعاطي المخدرات – والعياذ بالله – متناسين أن رب شهر رمضان هو رب شهر شوال وشعبان والـمحرم والربيعين وغيرها من الشهور، وأن من فرض الطاعات في شهر رمضان قد أوجبها في غيره.
فيا أخي الصائم، ويا أختي الصائمة:
لا تعبدوا الله سبحانه في شهر رمضان وتنسوه في غيره، وعليكم بالمحافظة على طاعة الله دائماً، فما هذا الشهر إلا دورةٌ تدريبيةٌ مكثفةٌ يفيد منها المسلم في بقية عامه وأسابيعه وأيامه.
وفقنا الله وإياكم إلى الاستقامة على طاعته في شهر رمضان وفي غير رمضان، وإلى التواصي بذلك والتعاون عليه إنه على كل شيءٍ قدير ،وصلى الله وسلم على البشير النذير.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com