العفو والتسامح خلق الكرام

بقلم/عيدان أحمد العُمري

جاء الإسلام بمنهاج واضح من خلال رسالته السمحة للعالم أجمع ، محملاً بالخير الكثير الذي عمت فضائله أرجاء الكون كله ، ودعا في مواطن كثيرة إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة والحميدة ، وجعلها هدف و غاية يجب الوصول إليها لجميع الناس ، امتثالاً لقول الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، وهي منهاج سلوك لحياتهم ، ويظهروا من خلالها الأفعال الحسنة، وهي موجودة لديهم بالفطرة أو مكتسبة ، ويتم تقويمها وترك ما يخالف ذلك ، فيحافظوا عليها ظاهراً وباطناً ليكونوا سريرتهم سليمة ، تنعكس أثرها الطيب على سلوكهم الخارحي كالعفو والتسامح والصفح ، وهي من أفضل  مكارم الأخلاق العظيمة ، والتي يحبها الله تعالى ورسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وهي صفات جميع الأنبياء والرسل والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، ويجب على الجميع الإتصاف والتحلي بها أسوة وقدوة في الرسول الكريم ، فهو آية في التسامح والعفو والصفح ، وصاحب عفو وذو خلق عظيم ، ويجب على الجميع اتباعه منهجاً وسلوكًا ، وأن يكونوا دوماً في منزلة رفيعة  من العفو و التسامح والصفح ، وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
ياسائلاً ماذا تقول عند الغضب
امسك لسانك عن قول فجر
إن خاصمك أحد فاحذر منه
فقل إني عفوت عن الكلام إذا صدر
أن التسامح والعفو خلق كريم
والعفو في التقصير أين المعتبر
عفو وتسامح خير من يكرم بها
من أفضل الأخلاق في دين نشر
هذه من أخلاق عظيمة فاقتدي
هدي النبي محمد سيد البشر
ومن أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الناس ، هي صفات العفو والتسامح  والصفح والمغفرة ، فهي أخلاق كريمة ، يرتقون بها  إلى سماء الفضيلة والشموخ ، وحسن الخلق الرفيع ، والدرجة العالية ، وأن المتأمل اليوم في بعض العلاقات بين الناس فيما بينهم ، تجد بعض الجفاء والقطيعة ، والهجر والعداوة وغلبة سوء الظن في كثير من الأحوال ، والقضايا إلى غير ذلك من مظاهر الضعف والفتور في العلاقات الإجتماعية والأسرية بين أفراد الأسرة أو المجتمع ، وهذه كلها من عمل الشيطان نعوذ بالله تعالى منه ومن نزغاته ، في كل الأحوال والأوقات ، ولكن من يتصف من الناس بسلامة الصدر وحسن الظن والتحلي بالأخلاق الفاضلة يكون لها فوائد عظيمة ، وآثارحسنة في الدنيا والآخرة ، ومن أعظمها حصول المحبة والمودة والألفة بين الناس ، ودفع العداوة والبغضاء فيما بينهم ، وتقوية أواصر العلاقات الإنسانية والأسرية السليمة ، والقضاء أو التضييق على الفرقة و الخلاف ، كما أن المعاملة بالرفق واللين والإحسان ،  والقدرة على التعامل باللطف وتلمس طرق الإصلاح ، والبعد عن الإساءة وسوء الظن بالآخرين ، والتحلي بالأخلاق النبيلة كالعفو والتسامح والصفح  كلها مهمة للناس  ، وهي دلالة على حسن أخلاقهم وقوة إيمانهم ، وفيها استجابة لأمر الله عز وجل الذي أمرنا بالصفح والعفو والمغفرة في قوله تعالى(فاصفح الصفح الجميل ) الآية ، وأن يطلبوا من الله تعالى العون  والتوفيق و أن يجعلوا ذلك السلوك والمنهاج السليم واقع لممارسة حياتهم الفعلية و اليومية والحالية و المستقبلية ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ،  اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا ، وقادتنا  وولاة أمرنا ، وبلادنا وشعبنا ، واكتب لنا الخير حيث كان يارب العالمين .
بقلم/عيدان أحمد العُمري
١٤٤٢/٩/٣٠ هـ  —  ٢٠٢١/٥/١٢ م

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com