الجمال العربي المضطهد

بقلم / منار مليباري

لن أتحدث اليوم دفاعا عن جمالي أو جمال أبناء عشيرتي التي تعود أصولها إلى جذور غير عربية ، ورغم كون مواصفاتنا الجمالية تشبه الجمال العربي إلى حد ما إلا أن هناك العديد من الاختلافات التي تجعل مواصفات الجمال العربي مختلفة بشكل يمكن من خلاله التفريق بين الاثنين ، وأحب ان اتحدث هنا بشكل خاص عن الجمال العربي في شبه الجزيرة العربية .
وقد يتميز أكثر سكان شبه الجزيرة العربية بملامح حادة وشعر مع أعين داكنة وبشرة حنطية مع تفاوت هذه المواصفات من عائلة لأخرى ووجود الاختلافات و الحالات النادرة و الالوان المختلفة حتى بين الاخوة أنفسهم كما هو الحال في جميع شعوب العالم بمواصفاتها وألوانها ومميزاتها .
ولكن كثيرا ما أشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي كمية هائلة من الطاقة السلبية الصادرة من كثير من العرب أنفسهم تصر على انهم من أقل شعوب العالم جمالا وذلك بالتقليل من شأن جمال بعضهم البعض ، فبعض الرجال يقومون بالتقليل من شأن نسائهم وكذلك الحال بالنسبة للنساء الاتي يضعن صورا لرجال اجانب متمنين لو كان عند رجالهم ما عندهم !! وكأن الجمال قد حصره الله سبحانه في شكل أو لون أو جنس معين دون الآخر ، بل انهم _ اقصد بعض سكان شبه الجزيرة _ يقومون بالتقليل من شأن جمالهم هم ويتحدثون عن أمنياتهم بتحسين النسل بزواجهم من الخارج ، بل حتى انهم عندما يقومون بمدح جمال أنفسهم فإنهم يشبهون أنفسهم بشعوب أخرى يعتقدون في قرارة أنفسهم بأنها أكثر جمالا بالرغم من أن تلك الشعوب انفسها متنوعة ومتفاوتة في نسب الجمال وفي درجات اهتمام الأشخاص بأنفسهم .
الحقيقة اني متعجبة جدا من وجود هذه الطاقة السلبية في أكثر شعوب العالم التي من المفترض أن تحمد الله على النعمة وتراها في أنفسها وفيما حولها كونها شعبا مسلما مؤمنا بالله !
الحقيقة انه لم يسبق لي أن رأيت آسيويين أو أفارقة أو أوروبيين أو غيرهم يقومون بالتقليل من ألوانهم واشكالهم بأنفسهم ، مع أنني لا انكر وجود العنصرية فيما بين الشعوب المختلفة إلا أنني أتحدث عن رضا الشعوب عن أنفسها هي ، فلماذا يتغنى كل شعب بجماله هو بينما يتغنى كثير من الشعب العربي بجمال الآخرين ؟
لماذا لا تلاحظ ياعزيزي بأن العيون السوداء تلمع أكثر من العيون الملونة ؟ ( وهذا ليس تقليلا من العيون الملونة إنما أقصد تميز الاختلاف )
ولماذا لاتلاحظ بأن الشعر الكيرلي مميز أيضا وكذلك الشعر الناعم ؟
لماذا لاتلاحظ بأن البشرة السمراء أو الحنطية لا تتعرض لبعض مشاكل البشرة التي قد تتعرض لها الالوان الاخرى ( واعيد بأنني لا اقصد التقليل إنما لكل اختلاف مميزاته )
ونفس الشيء بالنسبة للمواصفات الاخرى
أكتب الآن وقلبي مليء بالضحك ليس سخرية أو استهزاء إنما لانني عندما أحاول تخيل أشخاص عرب من حولي بالوان وأشكال ومواصفات أخرى تخص شعوبا أخرى فإنها ستبدو أشكالا غريبة بالنسبة لي فسبحان من سوى وأبدع وخلق الانسان في أحسن تقويم !

شاهد أيضاً

ديسمبر والشتاء : برودة تحمل الدفء

بقلم الأستاذة / صالحة القحطاني “يأتي الشتاء ومعه البركة وتحجب غيومه ذاكرة الصيف” كان سبتمبر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com