بقلم الدكتور / صالح الحمادي
انتشرت النيران في أرجاء تمنية الخضراء، وحاصرت المنازل من كل اتجاه ووصل الضرر إلى أشهر منتزه سعودي ” منتزه الجرة ” الذي تحتفل فيه منطقة عسير بزوارها فيه كرمز لجمال الطبيعة ، والمناظر الخلابة التي تسر الناظرين.
حصلت الكارثة العام الماضي في غابات بللسمر والسودة، ووقف الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير على العمليات بنفسه وتكرر المشهد المؤلم والمؤسف هذه الأيام في “تمنية ” ولازالت النيرات تلسع بشهبها كل جميل في تمنيه ومنتزهاتها، وارتفعت الخطورة بهبوب الرياح اليوم التي ساهمت في اتساع رقعة الخطر.
الذي نعرفه، ونعلمه تماما، أن المملكة العربية السعودية تقف مع أي بلد يتعرض لكوارث طبيعية، وتقدم المساعدات للغير، وساهمت بالكثير من الأعمال الجليلة في بقاع الأرض، والان أتى دور هذه الدول الصديقة لتقديم يد العون والمساعدة فقد ضحى رجال الدفاع المدني لدينا بأرواحهم، وحاولوا تطويق الخطر، ومحاصرته، لكن الظروف المناخية ، والطبيعة الجغرافية حالت دون قيامهم بالمهام التي يخططون لها، وأصبح الوضع يزداد خطورة بمرور الساعات فقد أصبح البشر وممتلكاتهم داخل دائرة الخطر.
يتسرب الوقت وهم يبحثون عن الفاعل ، ويوزعون الظنون والشكوك هنا وهناك، وتزداد درجة الخطورة بشكل لم يسبق له مثيل، والمنتظر جلب طائرات متخصصة من الدول التي مرت بظروف مماثلة وأخرها استراليا التي تعرضت غاباتها الكثيفة للحريق العام الماضي وتم السيطرة على الوضع بالطائرات المتخصصة ، الخوف يزداد في قلوب سكان تمنية، والقلق يزداد مع قوة الإيمان بالله، أما الألم فقد وصل مداه ، والتعب وصل ذروته لرجال الدفاع المدني وشباب تمنية ” الهياكنج ” الذين يباشرون العمليات وفق امكانياتهم وبتضحيات تطوعية يشكرون عليها …. أصوات الاستغاثة تعلوا، واليأس يعزف انشودة الموت على طريقة الدون جون ” شمعة في مهب الريح” بنوتة جنائزية حزينة ومفجعة في آنٍ واحد.