مشاهير سوشيال ميديا وظاهرة العنوسة للطرفين

د.مزنة مبارك الجريد

سأتحدث بكل واقعية بل واحذر كمختصة أسرية متعمقة في أحوال الأسرة وخاصة مجال الرجل والمرأة والعلاقة الأزلية بينهما ومدى انعكاسها النفسي عليهما وما تحققه من ارتياح نفسي وروحي بين الطرفين متى ما كانت إيجابية تلبي الاحتياجات الإنسانية والطبيعية وتحقق الرغبات الربانية المشروعة من رب العالمين للحفاظ على الكيان الإنساني بشكل مقدس
إلا أن ما يحدث للأسف من مشاهير للسوشيل ميديا ما هو إلا دعوة إلى إصابة الفطرة البشرية بخلل واضح يضربها في العمق السليم لها وما تسليع المرأة وتبرجها بشكل مبالغ فيه والتشجيع على استخدامها كأداة جنسية من خلال استعراض جسدها كالجاذبية جنسية وكذلك استعراض الشباب من المشاهير حياة البذخ كَمَا يحدث في السنابات الغربية التي باتتا منتشرة بشكلٍ مريع يتنافس فيها كل المشاهير لجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين لتحقيق عائد مالي لهم وزيادة أرباحهم بل تحويل المرأة بتصرفات المشهورات إلى سلعة تشييء في نظر الآخرين وتحول الرجل إلى شخص جشع يرغب في امتلاك كل ما يعزز رجولته
هو ما يجهل آثره النفسي والروحي أولئك المشاهير على ذاتهم والمرأة والرجل بوجه عام حيث إن رؤية المرأة بتلك الأوضاع يرسم صورة ذهنية سلبية في عقل الطرفين فالرجل يصبح لديه نظرة خاصةً للمرأة بل إن الانجذاب للمرأة يتوقف عند حد الأعين ولم يعد يهتم أن تكون جزءا من حياته ويبداء بالإقلال من التفكير للارتباط بها وهذة من أخطر الامور التى ممكن إن تواجه الطرفين
أما بالنسبة للمرأة ونظرتها لنفسها من خلال جاذبية التعري يؤثر على صحتها النفسية مما يدفعها إلى قلة الثقة بالنفس مما يؤدي إلى اثار نفسية سلبية مثل الحزن والاكتئاب لاعتقادها انها لا تملك المؤثرات التى تجعل منها امرأة مرغوبًا فيها مما يجعلها تعاني من ضغطًا نفسيًا عاليًا وتبدأ تنفر من الرجل بصورة، أو بأخرى ومن هنا ينشىء التفكير السلبي للطرفين ومحاولة عدم الارتباط القائم على المودة والرحمة وتبداء المطلبات الغربية لكلا الجنسين ومنها ينتج تعقد الأمور وظهور العنوسة التى يترتب عليها البحث عن علاقات منافية لطبيعية السليمة
وما نراه اليوم من محاولة مشهورات السوشيال ميديا من الارتباط برجال مال فقط هو علامة إفلاس نفسيًا وروحي للعلاقة الزوجية الناجحة كما أن إرتباط الشباب بعلاقات تنتهي بالإصابات بعاهات نفسية التى ينتج عنها الكثير من العواقب الوخيمة للطرفين دليل على ان هناك حاجة ملحة الى العودة الى الطبيعة الجاذبة للرجل والمرأه على حدًا سواء بالبعد عن فكرة إن المظهر الخارجي المتعري هو السبيل الوحيد للحصول على الثروة والنفوذ وإحترام الغير وان ميزة الرجل ثروتة التنافسية مع رجل غيره
لأن أول من سيصاب بهذا الجشع ويؤلمه هم المشاهير انفسهم رجال ونساء
فعمر الشباب محدود لكن الارتياح النفسي مطلوب لاخر لحظة من العمر
وبعيدًا عن عمًا يتصل بالأحكام الأخلاقية ومساحات الحرية يجب ان نذكر ان للحريات حدود ولها سياج شرعي وان للمرأة والرجل رغبات كفلها بالخلق والدين وليس بالتعري والجشع المادي.

* الاستشارية الأسرية ومدربة العلاقات الزوجية

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com