عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم / حسن بن مانع آل عمير
داخل أسرتك أو بيئة عملك أو بين أفراد مجتمعك ثق بأنك إما جامع للناس أو مفرق بينهم ولا يوجد خيار ثالث. الفيصل في هذا الأمر هو تصرفاتك وسلوكياتك وعباراتك وتغريداتك ( وسناباتك ) ومشاركاتك ومداخلاتك وكل ما تفعل, فإما أن تكون مفتاحاً لأبواب الخير أو مغلقاً لها والعياذ بالله. صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال إن من الناس ناساً مفاتيح للخير ومغاليق للشر, وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير, فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه.
الحياة قصيرة والعمر محدود ولا يعلم أحدنا متى موعد مغادرته لهذه الدنيا. فكر ثم فكر قبل أن تقرر في الشروع في أي أمر, اسأل نفسك الأسئلة التالية: هل هذا العمل مفيد وبناء وفيه الخير لي ولأسرتي ومجتمعي؟؟ هل نتائج هذا العمل مثمرة وتحمل الخير والفلاح والنجاح؟؟ هل هذا العمل سيقود لاجتماع الكلمة ووحدة الصف والرأي؟؟ هل هذا العمل سيدونه التاريخ لي أو ضدي؟؟ هل سيفتخر أولادك ومن حولك بذلك العمل؟؟ إذا كانت الإجابات بنعم لجميع الأسئلة السابقة, وضميرك يؤكد عليها ويقول لك صوتك الداخلي هذا عمل مبارك ثم رأيت في أعماق نفسك نوراً مضيئاً ونهايات مشرقة, فتوكل على الله وافعل ذلك العمل أو اكتب تلك التغريدة أو صور ذلك المقطع واسأل الوهاب المعطي البركة في كل ما تقول وما تفعل, واسأله عز وجل أن يجعل أعمالك خالصة لوجهه الكريم.
من أعظم النعم أن يوفقك الله سبحانه وتعالى لمعرفة مفاتيح الخير وكيفية استخدامها ويجعلك تعرف مفاتيح الشر ويساعدك على تجنبها والابتعاد عنها. ومن الأمثلة على مفاتيح الخير ما يلي: الابتسامة مفتاح لمحبة الناس, العمل الصالح مفتاح لهدوء النفس وسكينة الروح, الاستغفار مفتاح للرزق وجلب للخير, الكلمة الطيبة مفتاح لكسب قلوب الناس, الصدقة مفتاح للحسنات مطفئة لغضب الرب سبحانه, مقاطع التوجيه والتدريب مفاتيح لبناء عقول المجتمع وتطوير مهاراتهم, نصوص الشعر الحماسية مفاتيح لشحذ الهمم نحو العمل, الدعاء والتذلل للرحمن الرحيم مفتاح للرحمة والمغفرة, ( سنابات ) المواقف الشخصية المضحكة مفاتيح لنشر السعادة بين الناس, دعوتك لأسرتك ومن تحب على وجبة غداء أو عشاء مفتاح لصلة الرحم وألفة بين القلوب وتواصل بين الأحبة, ثنائك الحقيقي على من يستحق وتحفيزك له مفتاح لمزيد من العمل والإنتاجية, نصيحتك بطريقة راقية لمن خالف القيم والمبادئ مفتاح لعودته نحو الطريق السليم.
ومن أمثلة مفاتيح الشر وقانا الله جميعا منها ما يلي: الكسل والنوم الزائد مفاتيح للبطالة وضعف العزيمة, الابتعاد عن الأذكار مفتاح للشر, المعاصي وفعل المنكرات مفاتيح للضياع وخسارة الدنيا والآخرة, الغيبة والنميمة مفاتيح لنشر الحقد والضغينة والكراهية بين الناس, المقاطع السيئة مفاتيح لأبواب الفساد بين الناس, التغريدات المحرضة ضد وحدة الصف مفتاح للفرقة وزرع للمشاكل بين الناس, استخدام المال في الأفعال السيئة والمخزية مفتاح لمحق البركة ونشر للرذيلة.
جامعو المجتمعات أهل الخير لا ينطقون ولا يفعلون ولا يضمرون في أنفسهم إلا الخير وهم دواء داخل المجتمع الذي يعيشون فيه جعلنا الله جميعا منهم, وأما مفرقو الجماعات أهل الشر فلا يحملون في عقولهم ولا يتحدثون بألسنتهم ولا يسيرون بأقدامهم ولا يصورون بجوالاتهم إلا الشر وهم داء وبلاء داخل المجتمع الذي ابتلاه الله بهم, نسأل الله أن يحمينا جميعا منهم وأن يخلص الكرة الأرضية من شرورهم.
الخير والشر موجود داخل النفس البشرية ولكن أصحاب البصيرة والحكمة والعقل يطلقون الخير وينشرونه ويسيطرون على الشر ويقضون عليه بالاستمرار على فعل الخيرات وترك المنكرات.
ما أجمل أن يعيش الإنسان كنهر يفيض بالخير ويتدفق بالفضيلة والبركة والإحسان ويفعل الخير ويدل الناس عليه ويعيش على منهج محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه ( الدال على الخير كفاعله ).
