في روشن بيشة إرث مُغَـيَّــب وعلامات مُهْمَلة

صحيفة عسير-  تقرير – ظافر عايض سعدان :

 

الإعتزاز يُعدُ فخراً
فنحنُ نعتزُ بالله والدين
ثم المليك والوطن نعتزُ ببيشة الخير برجالها باسقاتها وأعلامها امجاد وتاريخ
والتاريخ شاهد وشهيد لمواقف محمودة الذكر لبيشة ممثلة برجالٍ مرَّوا من هـنا
تعتبر المباني القديمة إرث مجتمعي ووطني وشاهد حقيقي على الماضي
-المباني الحكومية القديمة ببيشة الروشن إرث مُغَيَّـب وعلامات مهملة خلدها الزمن الجميل والآن أشباح تخفق الرياحُ بأبوابها فهي إرث يجب المحافظة عليه
-في ذاكرة التاريخ ومُدونة الزمن أماكن ومواقع وأحداث لم ولن تمحوها عوامل التعرية وتعاقب الأزمنة من ذاكرة من تعاملوا بها وتدرجوا بين منافعهـا
الزمن هو ذلك الوقت الذي مضى ولايمكن إعادته ويجب علينا أن نسير معه بكل معطياته وإلا سيسرُ بدونـنا
-في بيشة الخير والتاريخ
مبانٍ مُهملة كانت علامات فارقة في تنمية بيشة مكاناً وإنساناً وأسماء مُعَرَّفة
-والآن اصبحت نسياً منسيا وطوتها عجلةُ النسيان بعد أن قدمت جيلاً و جميلاً وصنعت معروفاًوأجيالاً لسنوات خلت وتعاقبَ -شيوخٌ وعلماء-معلمين – وأطباء مهندسين-ضباط- وجنود وطن
مرَّوا من هـنا ،تلك المباني هُجِرت ولكن لها ذكريات
‏ وليسَ الهجرُ يؤلمني ولكن
‏ جمالُ الذكريات يهزّ قلبي

-مرَّ قرن ٌ وست سنوات 106 عاماً
من الزمن على دخول بيشة تحت لواء الملك عبد العزيز رحمهُ الله
ورغم قساوة الحياة في ذلك الزمن القديم إلا أنه كان زمناً جميلاً يعبر عن الحياة الكريمة ويعطي للإنسان مكانته وكرامته وكان للأشياء لذةً ذات معنى وقيمة رغم قلتها وبساطتها
وكان الناسُ قلباً ويداً واحدة
-في بيشة مبانٍ حكومية قديمة وتلك المباني تعتبر ذاكرة يجب العناية بها حفاظاً على تاريخ امةً عاشت حُقبة تاريخية معينة في زمنٍ مضى
وتوارى كثير ممن عاشوا به عن الأنظار رحمهم الله وأثابهم أجمعين
-رحل الراحلون وبقيت المباني شاهد وشهيد و هي اعمدة وأوتاد لحضارة اليوم بكل مرفق
ولبيشة ورجالها تاريخ منقوش على الصخر وذلك بإمدادهم جيش بن سعود أبان حرب اليمن
-نعم تلك المباني مرَّ من خلالها رجال لهم صولات وجولات في جميع المرافق ، بل بصمات ،والبصمة تبقى وإن غاب صاحبها
بيشة بوابة نجد من الجنوب
وبها أول إمارة في المنطقتين الجنوبية والغربية وبها أول مدرسة في المنطقة الجنوبية وبها أول مطار بذات السياق
وهي الآن مُلتقى لعدة مناطق ومحافظات عبر سلسلة من الطرق الحديثة ،الرياض -بيشة -العلاية-تثليث -عسير
-بيشة الروشن بها عدة مبانٍ عتيقة
ومن تلك المباني :
١- مبنى إمارة – بيشة بالروشن
انشئت عام 1336هـ بقرار من سلطان نجد الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقد كانت إمارةُ منطقة حتى عام 1395هـ، ومنذ تأسيسها تعاقب على إمارتها عدد من الأُمراء والمحافظين .وأسماء هؤلاء موجودة لدي،لايتسعُ المجال لذكرهم الآن
٢- مبنى المحكمة بالروشن
انشئت عام 1336هـ بقرار من الملك عبدالعزيز الذي أمر بإنشائها وعين عليها الشيخ مبارك بن باز قاضياً لمدة عامين ،ثم توالى القضاة من بعده ومنهم طيب الذكر الشيخ /جابر بن علي الطيب رحمه الله
وكان المتخاصمون إذا وصلوا إلى هذه النقطة تم حل النزاع بينهم لوجود الشيخ -جابر
وكان هناك تعارف بين الناس بقولهم
( الوعد عند ركبة جابر بالمحكمة)
نعم هنا الثقة بالقاضي وبالعدالة
٣-مبنى كتابة العدل الأولى بالروشن
وكان خيرُ من يمثلها الشيخ
-محمد بن سعيد بن رافعه رحمه الله رمزٌ للوفاء والعدل
انشئت عام 1390هـ بقرار من وزير العدل وقد قامت بخدمة المواطنين من خلال اصدار صكوك التملك للأراضي الزراعية والسكنية وإصدار الوكالات الشرعية
٤- مبنى البلدية بالروشن
انشئت عام 1384هـ بقرار من معالي وزير الشؤون البلدية والقروية
٥- مبنى الضمان الإجتماعي بالروشن
تم تأسيسه عام ١٣٨٢هــ
٦- مبنى مدرسة الملك عبد العزيز أُسِسَت عام١٣٨٣هــ بالروشن
٧- مبنى الأحوال المدنية
تقرر إنشاؤها عام 1376هـ وأنشئت قبل عام 1376هـ بمسمى الجوازات والجنسية وكانت تغطي بيشة وما جاورها مثل العلاية ،تثليث، رنية
بعد التأكد أن المتقدم سعودي الأصل والمنشأ، للحصول على – تابعية -حفيظة نفوس -دفتر عائلة – الان بطاقة أحوال لكل شخص بعد استخدام الحاسب الآلي .
تلك المباني اصبحت دورٌ موحشة وزواياها حزينة ،أبوابها وشبابيكها في صمتها لافي سكوتها بوح ،فمن ياتُرى
يفكُ رموز ذلك الصمت ،ويُعيد لتلك المباني ذكراها وشموخها ،فهل يعودُ للشامخات شموخها ؟
– وقفة تأمل
تتفق تلك المباني جميعها
بقاسم مشترك أعظم فماهو ……….؟
الجواب لديكم ، فضلاً اعملوا عصف ذهني لتحصلوا على ذلك القاسم
– مبنى المحافظة قديماً وما جاوره
هل ممكن الإستفادة منه كمقر مركز حضاري لهوية بيشة او متحف يحكي قصص وروايات بيشة ويجمع تاريخها تحت سقف واحد فتاريخُ بيشة ملئ بالذكريات الجميلة والمواقف المحمودة
-الإستفادة من المساحات شمال وجنوب وشرق مبنى المحافظة ليكن مقراً للمركز الحضاري وإقامةالبرامج والمناسبات به ليصبحَ ملتقى حضاري ولوحة جمالية مع بعض اللمسات الجميلة من قبل بلدية المحافظة ،التي سوف تعمل بمشيئة الله مسطحات خضراء تماشياً مع الرؤية
( السعودية الخضراء ) وذلك بزراعة عدد من الأشجار ،ذات ظل وجمال
وعمل جلسات مرتبة ومُريحة لمرتادي ذلك المكان ودورات مياه ،كافيهات
-كذلك منع العمالة السائبة ببيشة من التجمعات وافتراش الأرصفة حول تلك المباني ،وهنا دور لجنة التوطين بالمحافظة التي لادور لها يذكر أبداً
(نسمعُ جعجعةً ولا نشاهد طِحنا )
-صحيفة عسير الالكترونية تنقلت حول تلك المباني صورت ودونت لكم
والتقت بعدد من مُرتادي تلك الأماكن
مجموعة من مختلفي الأعمار واستطلعت آراء عدد منهم فقالوا :
١- المواطن / عايض البويريد المعاوي البالغ من العمر 90 عاماً
نعم نحنُ نجتمع هنا على الرصيف من الصباح حتى الظهر
نتجاذب اطراف الحديث بيننا رغم حرارة الجو وقساوة الأرصفة ولكن نتطلع الى أن تُرتب تلك الأماكن ويعمل بها مايخدم الناس ويلطف الجو
وقال المواطن /محمد عون الرمثي
الموقع يحتاج الى الإهتمام به ووجود خدمات لمرتادي المكان من دورات مياه
وجلسات لكبار السن
وقال المواطن/ عبدالله سعيد الشهراني
البالغ من العمر 80 عام نحتاج عمل مظلات وتخليص المكان من العمالة السائبة وذكر المواطن /راجح صالح المعاوي الموقع يحتاج برادات ماء ،وفتح المحلات المُغلقة كذلك الأشجار ظل وجمال
الصحيفة تؤكد
– الدكاكين المُغلقة بوسط البلد من زمن شوهت المكان وجعلته غير مؤنس
(عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ
إذ عوى
وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ)
وأن هذا الموقع (الروشن )يعتبر قلب بيشة و مُلتقى لسكانها ومن يفدُ إليها يجب العناية به وتظل المباني القديمة قصص وذكريات وإرث جميل

لَبَيتٌ تَخفِقُ الأرياحُ فيه

أَحَبُّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ

شاركونا بأرائكم فنحن منكم وإليكم
١٧- ١٢- ١٤٤٢هـ بيشة الروشن .

شاهد أيضاً

بعد المشاركة لمدة سبعة أيام في خدمة المعتمرين
 
جوالة جامعة بيشة تغادر العاصمة المقدسة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : غادرت جوالة جامعة بيشة اليوم الخميس 18/9/1445 العاصمة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com