الإعلامي الحقيقي من هو ؟

بقلم -ظــافـر عـايـض سـعـدان :

سبحانَ من علّمَ الإنسانَ بالقلمِ

سبحانهُ خالقاً للكونِ من عـدم

الإعلامي الحقيقي قلم يؤثر ويتأثر بما يدور في المجتمع والعالم
وليس محصوراً بزمانٍ ومكان ، لأن الإعلام مهنة ورسالة سامية
ومسؤولية أخلاقية ،ووطنية وأمانة ، ما يكتبه القلم هو ما يمليه عليه ضمير ذلك الإعلامي وهو سلاح فتَّاك لكنه لايُسيل دماً ولا يشجُ راساً ،بل هو عملية توثيق جيدة (كلُ إعلامي حقيقي قلم وليس كلُ قلم إعلامي)
-الإعلامي الحقيقي من يكتب بقلمه ويدوَّن ويذهب للبحث عن الخبر من مصدره ويتلمس احتياجات الناس وينقلها للمسؤولين بل ويتابعها إلى أين وصلت ، وذلك بمصداقية ومهنية عالية ، كما حدثَ مع أحد الزملاء عندما كتب تقريراً قبل عدة أيام عن مشروع-طريق -في شمال بيشة كان ولازال مُهملاً بين البلدية في تلك الجهةً -ووزارة النقل منذُ سنين خلت تم الكتابة والإستشهاد عن ذلك بحقائق مدوَّنة ،وعمل كاتب ذلك التقرير على متابعته وماتم بحياله من تلك الجهات
-كذلك أحد الزملاء كتب عن سوء مدخل بيشة من الناحية الشمالية بصحيفة غرب وتم التجاوب معه من الجهة المسؤولة
هذا هو المطلوب والعمل الإعلامي وليس عملية ( قص ولصق)
لأن من يتعامل بتلك العملية هدفهم الكم لا الكيف ،ومن يقوم بذلك فقد جانبهُ الصواب ،لأنه يأخذ الخبر وينسبه لنفسه وهذا خَطَأ ومخالفة وعدم إدراك للمهنة الإعلامية ( حبذا لو أشار بكلمة متابعات) عمليتي ( قص ولصق)قد يحتاجها الإعلامي أحياناً من باب التوثيق والإستشهاد ليس إلا أو نقل تصريح لمسؤول او ذكر أعداد وأرقام وهكذا
-أثقُ تماماً بأن لدينا ببيشة كوكبة إعلامية سابقة لهم باع طويل ومواقف مُشرفة منهم من أناخ راحلته عن مهنة المتاعب
ومنهم من يُشْرف ويوجه من بُعد ومنهم نستفيد جميعاً فشكراً لهم ، والآن وليس للعموم يوجد مجموعة جيدة ومتحمسة ولديهم انتماء جيد ومُحبين للعمل الإعلامي لكن لديهم طريقة غير مناسبة ولا صحية تماماً وليست من المهنة الإعلامية بشي
فضلاً جربوا الإبتعاد عن القص واللصق ؛ فبها تصدأ العقول؛ وتجف الأقلام ، بل وتعطلت لُغة الكلام
-اكتبوا عن أي شي وقفتم عليه
برنامج ، او حدث أو مشاهدة
اكتبوا ماتريدون وترون ،لاكما يريدون هم – المراكز الإعلامية –
الإعلامي الحقيقي لايقبل دائماً التقارير الواردة إليه من المراكز الإعلامية ،لأنهم قد يذكرون أشياء وغابت عنهم أشياءُ أو غيبوهـا
عندما يرد لكم معلومة صحيحة او خبر ،وليس تقرير لأن التقرير من مهام الإعلامي ،ويتم من خلاله إعطاء صورة واضحةً ومعلومات وافية ، خذ لب الموضوع وصغه بطريقتك واختر له عنواناً مناسباً وقوي وجرد قلمك واستعن بالله واكتب خبرك او تقريرك بأسلوبك مطبقاً المراحل التي يمر بها الخبر او التقرير
– طبقوا بقدر المستطاع مُخرجات اللغة العربية ، ومفاتيح الكتابة وهي علامات الترقيم ،فرُبَّ علامة ترقيم وضعت في غير موضعها تغير المعنى والهدف خذوا مثلاً
– العبارة الآتية :
١- ما أحسن القروب .
٢-ما أحسن القروب !
٣- ماأحسن القروب ؟
تم وضع ثلاث علامات ترقيم
كلُ علامة لها معنى ومدلول للعبارة يختلف عن غيرها
( لكم من باب الفائدة )
-الإعلامي الحقيقي هو من يكتب من قلب الحدث يكتب مايرى وليس مايسمع يكتب مايريد بمهنية وأمانة ، ولا يكتب مايريدون
-نحن نكتب بأداة وهي أول مخلوق خلقه الله فلاتهملوه بهذا السلوك الدخيل على الإعلام ، عمليتي -قص-لصق- أخشى أن تقوم ببناء غشاوة على فكر وملكات من يستعملها بكثرة
-شمروا عن سواعدكم وجردوا أقلامكم من أغطيتها واكتبوا ماترون لا ماتسمعون ،لأن من رأى ليس كمن سَمِعَ
-القلم نعمة من الله ،فضلاً لاتهملوا تلك النعمة المُهداة من الله ،لحفظ الحقوق ،كيف لا وبه تمت كتابة القرآن وتدوين السنة وإثبات التاريخ
-فعلوا ذلك القلم الذي أمره الله سبحانه أن يكتب مقادير كل شي حتى تقوم الساعة ،الله سبحانه منح للإنسان لسانين والقلم أحدهما وللقم انواع منها :
-قلمٌ ثابت لايمكن إزالته وهو مايكتب الحقائق ويدوّن حباً وسلاماً
-قلم قابل للإزالة فلا تتعاملوا به ومعه
-قلم لايثبت أبداً تجاهلوه
نعم لذلك القلم مسميات منها:
ككتاب – علامة -وثيقة -وسيلة
بل وأشهرها اليراع
الإعلامي هو القلم -والقلم لسان ونبض الإعلامي ،وقـد شبَّه المختصون القلم بالشمس له ضياء وبالقمرله نور اً
وبالسيف له حداً ،وبالإنسان له شرف
‏ ينفع البشر و ينشر الخير ليعمَ السلام
-جميلاً ذلك القلم الذي يكتبُ حقيقة وينشرُ تسامحاً من أجل بناء الإنسان وتنمية المكان
-القلم بريد القلب، يخبر بالخبر وينظر بلا نظر، وهو جزء من حياتنا فلا تهملوه ، من يُمسك بالقلم ويتعامل معه ينجح أكثر من غيره لأن عقلك في قلمكً
وتذكروا أن نبي الله إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم
اكتبوا بأقلامكم بخطٍ جميل ومقرؤ
-نحن في زمن اتسعت فيه دائرة وسائل الإعلام وتعددت الوجوده الإعلامية
وفي كلٍ خير ، علماً بأن التجديد شيئاً صحياً في الجوانب العملية، إلا أن بعض الإعلاميين يضعُ نفسه في دائرة الإعلام وهذا شيئٌ راجع له ، فإن كنت تنتمي للإعلام اسأل نفسك بضمير:
هل أستحق لقب إعلامي؟
هل لدي مؤهل يخولني لهذا المجال؟ وهل لدي من الخبرة ما تجعلني أستحق هذا اللقب؟.
ثانياً: من ناحية الجهة التي تنتمي إليها، هل هي جهة إعلامية فعلية مرجعها وزارة الثقافةو الإعلام؟
أم أنها صحف شخصية وحسابات -سناب شات- لا أكثر؟
فهل كل من امتلك سناب و جوال
ذو ثلاث كاميرات إعلامي ؟
ختاماً
لايضرني أن ليس على رأسي تاج
مادام في يدي قلمٌ حر
و سَــلِمَ لي يراعكم جميعاً .
٢٢- ١٢- ١٤٤٢هـ

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com