(جرين) السراري يعيد رواية (ربيع) بيشة قبل ٧٠ عاماً

بقلم – إبراهيم عواض الشمراني

إنها رواية كتبت بحبر الشعر مستمدةً جمالها من سحر القرى و عطر التحدي، حولتها ريشة الراوي إلى لوحة فنية تمتد من بيوت البادية حتى آخر الربيع في قصور (الشط)، وبينهما خريف وشتاء كان بطل تلك الفصول (سعيد) الشاب اليتيم الذي عشق القفز من السماء فصار أيقونة للنجاح في العسكرية وحصل على ساعة (الملك) هدية تفوقه، ثم في قريته ومع أخوته و مزرعته وطموحاته، و (نورة)التي زرعت الصبر فحصدت النجاح كألاف الأمهات الأرامل اللواتي قسى عليهن الزمان قبل أن يبتسم ابتسامته الأجمل، ثم كعادة الأقدار أحيانا اختارت (هي) نهاية حزينة للقصة!
إنها أيضاً قصة (عواض) و (عزلاء) و (وديان) و(الإنسان) مع التنمية قبل ٧٠ عاما في (الهنية) و (المرفق) و (حارة الحرزا) وقرية (الشط) جنوب السعودية التي استقبلت العابرين و الحالمين وسجلت أسرار العشق، و أشعار الغزل، و أغنيات (عيسى الإحسائي) و (فيروز) وبدايات الطفرة،والوقوف ضد تدريس الأبناء والبنات ثم الاندماج و الانطلاق، صاغها في غزارة شعرية الراوي الذي تحس أنه كتبها بقلبه وليس بقلمه، ومهما كان مزاجك لن تترك قراءة هذه الرواية حتى تنتهي من آخر صفحة و أنت تستمتع بمشاهدة هذه المناظر البديعة لبداية حياة وثورة على المألوف و ثقافة و غناء و عرس (قرية) .
إنها رواية لؤلؤة الوادي (الشط) التي اختار لها كاتبها المبدع (بريك السراري) اسم (الجرين) حيث يصنع الطين حياة جديدة للإنسان وللسنابل، ورغد عيش وأحلاما و طموحات !
و هذه شهادة مسبقة بالمتعة مع فصول الرواية التي لو حظيت بمراجعة بسيطة لكانت أكثر متعة و هي تمسك بزمام حياة سعيد حتى آخر صفحة.
إنها دعوة أيضاً لاقتناء الرواية من كل محب لقراءة التاريخ والحب، و الأرض والماضي؛ يريد أن يسمع صوت (الطواحين) تغرد بين بساتين (النخيل) و جداول الماء تنساب بين الحقول، وقوافل البدو تشد الرحال نحو (الحيفة) و (الحازمي) و(بيشة) في فصل الخريف قبل ٧٠ عاما؛ ليشرق عليها الربيع و التنمية و الحياة!

 

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com