بقلم د. فوزية القحطاني
لم يكن موقف جورج قرداحي السياسي مفاجئ للكثيرين فقد تبنى مواقف سابقة وتنكر للجميل وتقاطع مع الذين أبرزوه للواجهة وصنعوا منه نجمًا يملأ الشاشات ويتابعه الملايين ويقبض أيضًا الملايين لكن الذي أثار الاستنكار هو إعادة تكرار مواقفه المشينة وهو وزير إعلام في دولة يفترض أن يكون الوزير قرداحي ناطقًا رسميًا بإسمها ومعبرًا عن سياساتها ومواقفها ويتمتع بالحصافة واللباقة وهو يعبر عن مواقف دولته هذا إذا ما افترضنا أنه لا زالت هناك دولة كانت تسمى لبنان قبل أن يقبض على قرارها ويهيمن عليها وكيل المرشد حسن نصرالله وحزب اللات!!
ليس المشكلة في وجود هذا القرداحي على منصة السياسة والإعلام الرسمي في لبنان البلد الذي أصبح عبارة عن حارة كل من أيدو إله كما يقول غوار الطوشة، فالمسألة أكبر من قرداحي وهو في كل حين يخرج إلينا قرداحي يهاجم مواقف مملكتنا العزيزة والتي ما حضرت في مكان إلا وكان الخير والعطاء حاضرًا معها، فقد سبق قرداحي وزيرًا آخرًا نعتنا بالبدواة وأننا لا نفقه شيئًا ناسيًا بإن البدو هم أهل الكرم والشجاعة والإقدام وهم كذلك أهل الحلم والحكمة ولكن يبدو أننا علينا أن نعيد تقييم الناس الذين نتعامل معهم فقد جلبت إلينا طيبتنا وحسن نوايانا بل وحكمتنا أحيانا أصناف من البشر الانتهازيون والمتسلقون ممن لا يهمهم سوى الدولار والارتزاق وتجدهم في أول منعطف ينقلبون ويتقلبون مع إتجاه الريح وحسابات العملة والارتباط بحواضنهم التي غذتهم وربتهم على السلوكيات المشينة والانحدار نحو الحضيض.
على المؤسسات الإعلامية المرتبطة برأسمال المملكة العربية السعودية أن تدقق في قوائم الذين يتقافزون على شاشاتها ويبيعوننا في أول محطة!!! سبق ذلك الاعلامي الإيراني نجاح محمد علي من قناة العربية وبعد سنوات عمل إنقلب ليكن مدافعًا شرسًا عن سياسات إيران الشريرة ومهاجمًا بلادنا بدون أي أسباب سوى الحقد والكراهية… ولو إننا نمنا وأعملنا ميزة القدرة على التصور وإعادة رسم صور البعض ممن نشاهدهم لطلع علينا قرادحة كثر وخناجر مسمومة تتغذى من خيراتتا وتطعننا جهارًا نهارًا..
كاتبة وباحثة سياسية